Advertise here

"فورين أفيرز": كيف سيكون شكل العالم بعد "كوفيد 19"؟

08 نيسان 2020 05:35:00 - آخر تحديث: 10 نيسان 2020 01:03:08

نشرت مجلة "فورين أفيرز" الأميركية مقالاً تطرّقت فيه إلى شكل العالم ما بعد تفشي "كوفيد 19" في معظم الدول، ولفتت الى أنّ بعض المحللين يرون أنّ العالم الجديد سيكون مختلفًا عن ذي قبل، فيما يتوقع آخرون أن يؤدي الفيروس إلى نشوء نظام عالمي جديد بقيادة الصين، وبعكسهم يعتقد بعض المحللين أنّ الفيروس سيؤثر سلبًا على قوة الصين وقيادتها. وفي الوقت الذي يرى مطلعون أنّ الفيروس المستجدّ سيكتب نهاية العولمة، يتطلّع آخرون إلى عصر جديد من التعاون العالمي.

وأوضحت المجلّة أنّه من المبكر الآن الحديث عن موعد انتهاء الأزمة الصحية العالمية، التي يتوقع الخبراء الصحيون أن تستمرّ من ستة أشهر إلى 18 شهرًا، والتي تعتمد على مدى التزام الناس بالمبادئ والتوجيهات الوقائية مثل التباعد الاجتماعي والنظافة. وأضافت المجلّة أنّ الكثير من الأمور التي ستظهر على الساحة الدولية بعد الوباء، قد بدأت من قبله، ولذلك يمكن توقع ما سيحدث من تراجع القيادة الأميركية، إلى تعثر التعاون العالمي ووقوع خلافات بين القوى العظمى.

 وذكرت المجلة ما كان قاله كاتب "عالم ما بعد أميركا" فريد زكريا عن بروز بعض القوى مثل الصين مع التراجع الأميركي، على الرغم من أنّ القوة الإقتصادية والعسكرية للولايات المتحدة بارزتان دائمًا، فالرئيس الرئيس باراك أوباما أشرف على الانسحاب من أفغانستان والشرق الأوسط، وحلّ بعده الرئيس دونالد ترامب ليعلن الإنسحاب من سوريا، إلا أنّه استخدم القوة الاقتصادية لمواجهة الخصوم، ولم يعر اهتمامًا للتحالفات التاريخية أو للدور الأميركي التقليدي في معالجة القضايا.  وعزّز "كورونا" وكيفية التعاطي مع الوباء شعار "أميركا أولاً".

وإضافةً إلى ما تقدّم، يعتبر "كوفيد 19" تحديًا عالميًا بعدما تحوّل إلى جائحة، وأكّد على وجود العولمة ضاربًا الدول الفقيرة والغنية والمختلفة عن بعضها البعض. وعلى الرغم من وجود "المجتمع الدولي"، إلا أنّ الاستجابات الرئيسية للوباء كانت وطنية وليست دولية. وبمجرد أن تنتهي هذه الأزمة الصحية، ستبدأ الدول بالتفكير بإعادة الإنتعاش والإزدهار داخلها، ما يقلّل الإهتمام بقضايا تهمّ العالم ككلّ، مثل تغير المناخ.

 ولفتت المجلة إلى أنّ التعاون واجب بين أقوى دولتين في العالم من أجل مواجهة معظم التحديات العالمية، لكن العلاقات الأميركية الصينية كانت تتراجع منذ سنوات، وبعدما اجتاح الوباء الدول، زاد هذا التوتر بين الدولتين، مع تحميل كثيرين المسؤولية للحكومة الصينية المسؤولية والتشديد على أنّه كان يجب إغلاق مدينة ووهان حيث بدأ تفشي "كورونا" كي لا ينتشر في العالم.

توازيًا، فإنّ سعي الصين لإبراز أنّها تقدم نموذجًا ناجحًا في التعامل مع "كورونا" واستغلال الفرصة لتوسيع نفوذها حول العالم سيضيف الخصومة الأميركية معها، كذلك سيبقي على نظرة الصين الرافضة للوجود الأميركي في آسيا، وسيعزز الخلاف في قضايا كثيرة بينها التجارة وحقوق الإنسان.

وبسبب "كورونا"، ستتكبّد الكثير من الدول الضعيفة خسائر اقتصادية ستجعلها أضعف، وستزيد ديونها  والحاجة إلى المال من أجل الرعاية الصحية. كذلك يجدر الإشارة إلى تأثير الجائحة على الدول الأوروبية ومشروع وحدتها.

وبحسب المجلة، فإنّ التفكير المثالي يقول إنّ الأزمة الصحية ستدفع نحو بناء نظام دولي أكثر قوة، مثلما حصل بعد الحرب العالمية الثانية من إعداد ترتيبات تعزز السلام والازدهار والديمقراطية، كما يجب أن يضع هذا النظام في سلّم أولوياته التعاون لرصد تفشي الأمراض المعدية والتعامل معها، إضافة إلى الاستعداد للتصدي لتغير المناخ، ووضع قواعد للفضاء السيبراني ومساعدة المهاجرين ومواجهة الإرهاب. وأضافت المجلّة أنّ هناك شكوكًا بتحقق هذا النظام المثالي، لأنّ الزمن الحالي يختلف عن الماضي، مع توزّع السلطة بين أكثر من دولة، وغياب الإجماع، كذلك لا توجد أي دولة تتمتع بالمكانة التي كانت فيها الولايات المتحدة عام 1945، كما أنّ واشنطن غير مستعدة الآن لتولي دور دولي رائد بسبب التعب الناجم عن خوضها حربين طويلتين في أفغانستان والعراق ومطالبة الأميركيين بالتطلع إلى القضايا الداخلية.