Advertise here

"نيويوك تايمز": ما سرّ عدد الوفيات القليل بالكورونا في ألمانيا؟

05 نيسان 2020 23:17:00 - آخر تحديث: 09 نيسان 2020 13:33:19

نشرت صحيفة "نيويورك تايمز" الأميركية مقالاً تطرّقت فيه إلى ما قالت انه "السرّ" وراء عدد الوفيات المنخفض للمرضى للذين أصيبوا بـ"كوفيد 19" في ألمانيا مقارنةً بالدول المجاورة لها، على الرغم من تسجيل 92 ألف حالة إصابة، أي أنّ الوفيات بنسبة 1,4% فقط، مقارنة بـ12% في إيطاليا و10% في إسبانيا وفرنسا وبريطانيا، و4% في الصين و2,5% في الولايات المتحدة الأميركية.

وسردَت الصحيفة الإجراءات والتدابير الصارمة في ألمانيا، فعلى سبيل المثال يوجد ما يسمّى بـ"تاكسي كورونا"، وهي سيارة مجهزة بالمعدات الواقية وفيها أطباء، تجول شوارع هايدلبرغ غربي ألمانيا للتحقق من أنّ المرضى الذين تأكدت إصابتهم بالفيروس يبقون في منازلهم. ويقوم الطاقم الطبي بإجراء فحوصات للدم، وكشف العوارض الخفيّة لدى المواطنين، ما يساعد على كشف الفيروس وتسريع العلاج، وبالتالي رفع نسب النجاة.

في هذا السياق، نقلت الصحيفة عن البروفيسور هانز جورج كروسليتش، وهو رئيس قسم علم الفيروسات في المستشفى الجامعي في هايدلبرغ الذي يعدّ من أبرز المستشفيات البحثية الرائدة في ألمانيا، قوله: "عندما يكون لدينا تشخيص مبكر للفيروس، يمكننا معالجة المرضى بوقت مبكر وبشكل أفضل، مثل وضع جهاز تنفس للمرضى قبل أن تتدهور حالتهم الصحية، وبذلك تكون فرصة البقاء على قيد الحياة أعلى بكثير". وأضاف أنّ قوة ألمانيا تكمن بالثقة بين المواطنين والحكومة، موضحًا أنّ متوسط عمر المصابين في ألمانيا أقلّ منه في الدول الأخرى، كذلك فالكثير من المصابين هم من فئة شابة نسبيًا وأصيبوا بالفيروس في منتجعات التزلج النمساوية والإيطالية.

كذلك فإنّ ألمانيا أجرت اختبارات للمواطنين بمعدّل مرتفع عن باقي الدول، ما يعني أنّها تمكنت من كشف إصابة أشخاص لديهم أعراض خفيفة أو حتى غير ظاهرة بعد، ما سرّع باكتشاف الفيروس وقلّل من عدد الإصابات. كذلك يوجد عدد كبير من الأسرّة في غرف العناية المركزة وتمّ تطبيق سياسة التباعد الإجتماعي.

إذًا تمكّنت ألمانيا من مواجهة الفيروس والحؤول دون وقوع الكثير من الوفيات، كذلك فقد طوّر مستشفى Charité في برلين اختبارًا لكشف الفيروس منذ كانون الثاني، في الوقت الذي لم تكن فيه دول العالم تأخذ "كورونا" على محمل الجدّ، ولا تعرف أنّه سيتحوّل إلى جائحة. ومع تسجيل أوّل إصابة في شباط الماضي، دأبت المختبرات على صنع المعدّات اللازمة للإختبار.

من جهته، عزا الدكتور كريستيان دروستين، المتخصص في علم الأوبئة في مستشفى Charité سبب قلّة عدد الوفيات إلى إجراء عدد كبير جدًا من الإختبارات التي تشخّص وجود الفيروس. 

وبحسب الصحيفة، تجري ألمانيا حوالي 350 ألف اختبار لفيروس كورونا أسبوعيًا، أي أكثر بكثير من أي دولة أوروبية أخرى. وقد أتاحت هذه الاختبارات الفرصة لعزل المصابين بوقت مبكر، كذلك يخضع الطاقم الطبي المعرّض للإصابة لفحوصات بشكلٍ منتظم.

كما قررت ألمانيا البدء باختبار الأجسام المضادة لـ"كورونا" في الدم، والتأكد أن الشخص المعني لديه مناعة ضدّه، أي أنّ هذه الأجسام تتصدّى للفيروس في الدم ما يمنعه من الدخول إلى خلايا الجسم، وحتى الآن تمّ تجهيز 40 ألف سرير لغرف العناية المركزة في ألمانيا.