Advertise here

لكي لا يكرر التاريخ نفسه

04 نيسان 2020 21:26:33

تعليقاً على مقال النائب وائل أبو فاعور حول كتاب "الدروز في زمن الغفلة" لقيس فرو:

"... لم يتسنّ لي قراءة الكتاب (...) وها أنذا الآن أقرأ جوهره بما لخّصتَ وشرحت في مقالتك القيمة: "دروز فلسطين وحقيقة قيس فرو". لقد ألقت مقالتك ضوءاً جميلًا على الكتاب، الذي يتضمّن حقيقة الموقف المعروفي الأصيل في رفض المشروع الصهيوني، بل في معاداته ومحاربته.

كم بدا مهمّاً الكشف عن الموقف الحقيقي لقائد الثورة السورية الكبرى سلطان باشا الأطرش الرافض لتهجير دروز فلسطين الى جنوب سوريا، والذي حاول الصهاينة وأعوانهم تشويهه وإظهاره على عكس حقيقته التي بيّنها الكتاب. وهنا إسمح لي، ولكي لا يكرّر التاريخ نفسه، فيأتي يوماً ما مَن يشوه موقف رئيس الحزب التقدمي الإشتراكي وليد جنبلاط في دعوته المتكرّرة لأبناء الطائفة التوحيدية في فلسطين كي يرفضوا التجنيد الإجباري في صفوف جيش الاحتلال الإسرائيلي، ومخاطبته الدائمة للقيادات الوطنية الرافضة لذلك داخل الطائفة المعروفية في فلسطين كي ترص صفوفها وتوحّد جهودها في سبيل تحقيق هذا الهدف القومي النبيل، وتبيانه للسم في الدسم الذي تدسُّه سلطات الاحتلال في البرامج الثقافية والمناهج التربوية الخاصة بالدروز، في محاولةٍ لفصلهم عن تاريخهم الإسلامي وتراثهم العربي، تمهيداً لإطلاق حلف الأقليات الخبيث. إسمح لي أن أقترح أن يُصار إلى تأريخ مراحل هذه الدعوة بشكل دقيق، وإصدارها إلى الملأ في كتابٍ شبيهٍ بكتاب "فرو"، يكون مرجعاً توثيقياً يقف حائلاً في وجه المشوّهين، وداحضاً لادعاءتهم المفترضة، التي تعوّدوا عليها كلما عنَّ لهم أن يرفعوا أعناقهم وبتطاولوا على تاريخ المختارة العريق، أو على تاريخ طائفتنا المعروفية وانتمائها العربي والإسلامي".


(*) رئيس جمعية وليد جنبلاط التربوية