Advertise here

جبل الصمود

03 نيسان 2020 19:00:00 - آخر تحديث: 03 نيسان 2020 23:39:04

أهلُ الجبل، أرى فيكم نبتة القمح بلونها الأخضر النقي تشقُّ طريقَها في حقول الظلام، ليسطعَ نورها في الصباح المشرق إلى الحياة...
أهلُ الجبل، المقاومون الصامدون الشرفاء، ها هي الحقول تتلوّن ببركة أياديكم...

وكما رويتم من دمائكم عزاً وكرامةً لهذه الأرض، ها هي تزهر اليوم صموداً من عرق جباهكم...

اطمئنوا، فإنكم بعين الله مهما اشتدّت المحن، وكثُرت الصعاب. نحن أهل الصمود، فالذي صمدَ سنواتٍ عديدة، وتحمّل مشقاتٍ كثيرة، وصدّ كل محتلٍ وعدو، سيصمد أمام ما يحدث اليوم...

فصفحات التاريخ مليئةٌ بإنجازاتكم المضيئة، وسنكتب نحن وإياكم المزيد بإذن الله...

إنما هي حكمة تستحق الاعتبار من كل ما يحدث، وهي أفضل من كل مناهج التعليم لتنقشوا أثرها في نفوس أطفالكم. ومَن أفضلُ من الصابرين عند الله، وما أفضلُ من التربية الصالحة لجيلٍ نشأ في العزّ والرخاء ليستقيم، ويأخذ دروساً مرّ بها أهاليهم أيام الحرب الأليمة...

كل بيتٍ اليوم هو مدرسة تستطيع أن تخرّج، بعد هذه الأزمة، أفضل جيلٍ متسلحٍ بدروس الصبر والقناعة، والتي يهزم بها أياماً قد تأتي أصعب مما نعيشه اليوم...

تعاونوا، ورصّوا صفوفكم، وشدّوا عزيمة بعضكم البعض من شرفاتكم في هذه المرحلة المصيرية، واتّكلوا على رب العالمين، فهو نِعْمَ المولى، ونِعْمَ الوكيل...

بالعقل ندرك حقائق الأمور، وعلى الله نتّكلُ لنبصر النور. وعندما تأتي الساعة التي لا مفرّ منها نسلّم الروح راضين مسلمين... 
و كما قال الله تعالى في كتابه الكريم: "يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اصْبِرُوا وَصَابِرُوا وَرَابِطُوا وَاتَّقُوا اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ".

وفيه أنشدُ شعري:

تراب الجبل بالعزّ مجبولُ
ومنه القمحُ سيأتي أفضل محصولُ
رنين معاولكم فيه صوتٌ يقولُ
أنا إنسانٌ مكافحٌ وليس خمولُ
بذور الأرض فيها إلى الحياة دليلُ
يكفيها من ماء الكرامةِ قليلُ
والطيورُ مطمئنةٌ في هواء الجبل تجولُ
هواء عذبٌ ونسيمٌ عليلُ
إن كنت قاصداً فلِمَ الدليلُ
من أوصاف وجوههم يظهرُ الأنيس والفضيلُ.
سرّ الحياة في عزّ وقفتها
في دار الجبل لا يُعرف المستحيلُ.