Advertise here

إزدهار صناعة الكمّامات في زمن "كورونا"

02 نيسان 2020 07:10:00 - آخر تحديث: 04 أيلول 2020 12:55:08

في زمن "كورونا"، عاد المجد للصناعة المحلية، وعاد الشباب اللبناني يفكر في تطوير الصناعة. الدكتور محمد قبيسي أحد هؤلاء الشبان، الذي انطلق قبل عشرة أيام بمبادرة لصناعة الكمامات، إستعان بمعمل للخياطة كان مقفلاً منذ زمن، وعمل بالتعاون مع مجموعة من أصدقائه على ضخ الحياة داخله، وبدء عملية تصنيع الكمامات وغيرها من مستلزمات الوقاية.

لعل من إيجابيات "الكورونا" هو تطوير الصناعة، كما يقول قبيسي اذ ولدت الفكرة من أيام قليلة واستحوذت سريعاً على اهتمام التجار والمستثمرين، "وبدأنا ننتج 10آلاف كمامة في اليوم، هو رقم ليس بسيطاً، ولكنه مهم في فترة زمنية وجيزة".

من خلفيته الطبية ينطلق قبيسي الذي يرى في مبادرته جانباً اقتصادياً وليس فقط صناعياً، حيث استطاع عبر فكرته البسيطة أن يعيد الحياة لأكثر من أربعة معامل مقفلة، وتشغيل أكثر من أحد عشر عاملاً في كل منها، وتمكن من خلق سوق تصريف سريع، نظراً لجودة الانتاج من ناحية، وللأسعار التنافسية من ناحية أخرى، الأمر الذي وضعه قبيسي في خانة تحفيز الصناعة المحلية، لمواجهة البضائع المستوردة، وتأكيد قدرة الشباب على خلق فضاء صناعي متطور إن أتيحت له الفرصة.

يتعاون قبيسي مع أصدقائه علي وحسن، ويتشاركان معاً في تطوير الانتاج الذي حاز على ثقة كبريات المستشفيات والمراكز الطبية والصحية، بحسب ما يؤكد قبيسي لـ"نداء الوطن". ولكن ما يقلقه في هذه الفترة هو "أننا نتعرض لمحاربة التجار، بحيث يعمدون لرفع الأسعار بشكل خيالي، فبتنا في مأزق، جراء صعوبة توفر المواد الأولية التي نستخدمها في التصنيع".

وهذا ما يؤكد عليه علي قبيسي أحد المشاركين في المبادرة، الذي يلفت الى "اننا كنا نشتري المادة الاولية بأسعار مقبولة، غير أننا اليوم نواجه صعوبة نتيجة تلاعب الدولار من ناحية، واحتكار التجار للمواد من ناحية ثانية، ما يعيق عملية شراء الأقمشة وباقي المواد، ويفرضها بسعر مرتفع جداً"، ويعيد قبيسي السبب الى "أننا نبيع بسعر أرخص من السوق، وهذا ما لا يناسب التجار الذين يتحكمون بالسعر حيث يصل سعر البزة الواقية الى 35الفاً، بينما نبيعها بـ19الفاً".

هذه المعضلة دفعت بمحمد الى إطلاق مبادرة أخرى تقضي بالطلب من كل الأهالي "ممن يملكون أقمشة أن يبادروا لتزويدنا بها لنعيد تدويرها من جديد، لاننا نريد أن تكمل مبادرتنا".

ولا يتردد قبيسي بدعوة وزارة الصناعة والاقتصاد الى دعم معملهم وكل المعامل التي أعادت تحريك محركاتها لمواجهة أزمة كورونا، "لأن الصناعة المحلية مهمة جداً ويفترض تشجيعها".

أكثر من 6 معامل خياطة أعيد فتحها بفضل هذه المبادرة، وهي تعمل 24ساعة بشكل متواصل لتأمين حاجة السوق. حسن قاسم أحد مالكي المعامل، يؤكد لـ"نداء الوطن" أنه "منذ أكثر من 8 أشهر أقفل معمله، بعد توقف الطلب على الخياطة، غير أننا اليوم عدنا الى سكة الصناعة من بوابة الكورونا"، أكثر ما يثلج قلبه هو أنه تمكن من تأمين فرص عمل لكثر في ظل هذه الظروف القاسية، ويأمل من وزارة الصناعة دعمهم في مشوارهم.

حازت صناعة قبيسي وفريقه على انتباه عدد من الدول العربية ومن بينها وزارة الصحة العراقية التي طلبت استيراد انتاجهم، ووفق قبيسي فإن "طريقة عملنا أعطت الثقة للزبائن والدليل زيادة الطلب على انتاجنا".

هذا وخصّ قبيسي "الجنود البيض" بسراويل خاصة، مؤكداً "أننا كلنا جنود في مواجهة أزمة الكورونا، وإتحادنا معاً يمدنا بالقوة للمواجهة والخروج منتصرين من المعركة ومخاطرها".