Advertise here

"المستقبل" يلوّح باستقالة نوابه... و"فلتان الملق" ينذر بالأسوأ صحياً

02 نيسان 2020 05:54:00 - آخر تحديث: 02 نيسان 2020 11:08:38

فيما يستمر العالم أجمع في العمل الدؤوب لمكافحة فيروس كورونا المستجد بعد أن بلغ عدد الدول التي أصابها مئتين ودولتين، وناهز عدد المصابين المليون، مع تسجيل خمسة وأربعين الف وخمسمئة حالة وفاة، وفي الوقت الذي توقفت فيه حركة التواصل بين الدول بانتظار توصل الأبحاث العلمية إلى اجتراح الدواء، في ظل كل ذلك يعيش أهل الحكم في لبنان حالة انفصام كلّي عمّا يجري، فيما العبء يقع على عاتق وزارة الصحة وفريق عمل مستشفى رفيق الحريري الجامعي والفرق الطبية والتمريضية والمستشفيات، وبعض القوى السياسية المهتمة، والصليب الأحمر والدفاع المدني، والمجتمع الأهلي، والبلديات، على مساحة الوطن.

من يتابع ما يجري على مستوى الحكومة يعتقد أن فريق الحكم يعيش في كوكبً آخر، وهمّه عقد الصفقات، ومحاصصة التعيينات التي أرجئت من جلسة مجلس الوزراء الثلاثاء الماضي إلى اليوم، لشدة الخلافات المتحكمة في ما بينه.

وكما بات معلوماً فإن التعيينات المطروحة اليوم تشمل أربعة نواب لحاكم مصرف لبنان، وخمسة أعضاء لهيئة الرقابة على المصارف، وثلاثة أعضاء لهيئة الرقابة على الأسواق المالية. وإذا ما اكتمل عقد تعيينهم سيتمكّن الفريق الحاكم من وضع اليد على الملف المالي والمصرفي.

الخلاف مستمر
الخلافات بشأن هذه التعيينات، وإن لم تكن وليدة الساعة، إلّا أنها تنذر بتداعيات على وضع الحكومة ككل. فرئيس تيار المردة سليمان فرنجية، وكما فعل في مرحلة تشكيل الحكومة يصرّ، مدعوماً من الثنائي الشيعي، على إعطائه مركزين من أصل ستة مسيحيين من التعيينات المطروحة، على أن تبقى المراكز الأربعة من حصة التيار الوطني الحر الذي يصرّ من جهته على كل المراكز المسيحية. لكنه وافق بالأمس، وبعد ضغط الثنائي الشيعي على التنازل عن عضوية مركز في هيئة الرقابة على الأسواق المالية لتيار للمردة، فيما الأخير ما زالت يصرّ على عضو آخر في لجنة الرقابة على المصارف، ما يعني أن هذه العقدة لم تذلّل بعد. 

العقدة السنية 
في غضون ذلك تعقّدت أكثر فأكثر مسألة التمثيل السنّي بسبب إصرار رئيس الحكومة حسان دياب على أن تكون المراكز السُنيّة من حصته، أو من حصة الفريق السني المؤيد له، ما دفع الرئيس سعد الحريري إلى التهديد باستقالة نواب المستقبل من المجلس النيابي، وهذا الأمر سيؤدي حتماً إلى استقالات مماثلة، وربما الإعلان عن انتخابات مبكرة.

تهديد الحريري باستقالة نواب "المستقبل" وصفته مصادر الكتلة لـ"الأنباء" بـ"الجدّي وغير المستبعد، في حال استمرت سياسة الإلغاء على النحو الذي تسير فيه". واتهمت المصادر رئيس التيار الوطني الحر جبران باسيل، وبعض فريق السلطة، بالعمل على، "عزل المستقبل، وكل من يمت للحريرية السياسية بصِلة". 

الصحة تقرع ناقوس الخطر 
أما في الملف الصحي فقد دقّ وزير الصحة حمد حسن ناقوس الخطر منطلقاً من حالة التراخي التي تشهدها بعض المناطق اللبنانية، وعدم التقيّد بالحجر المنزلي، وأكّد أننا، "ما زلنا في عين العاصفة.، فإذا وقع المحظور وأدّى إلى تفشي الكورونا بسرعة، فإن وزارة الصحة لن تستطيع السيطرة عليه، ولا منظمة الصحة العالمية استطاعت مواجهته في الدول التي شهدت انتشاراً كبيراً له". 

وجدّد حسن دعوته إلى الالتزام بالحجر المنزلي، وقال: "لا زلنا نمرّ بوضعٍ خطير، ونحن ندير المعركة بسلاحٍ متوسط"، منبّهاً من مرحلةٍ جديدة سيعيشها لبنان انطلاقاً من يوم الأحد المقبل، مع وصول الدفعة الأولى من المغتربين العائدين إلى لبنان.

وفي السياق الصحي عينه، تحدّث طبيب الأمراض الصدرية  في مستشفى الجامعة الأميركية في بيروت، الدكتور صلاح زين الدين، لـ"الأنباء"، مشيراً إلى أن لبنان، ولغاية الآن، في وضع أفضل من غيره من الدول. لكنه حذّر ممّا أسماه، "فلتان الملق، والاستخفاف بالوقاية المطلوبة"، مناشداً الالتزام بالحجر المنزلي باعتباره أفضل وقاية للحد من انتشار الفيروس.

وشدّد زين الدين على أهمية أن يبلّغ المريض بحال شعر بتراجع صحته، لأنه عندما لا يتم التشخيص بالشكل المطلوب فيجب أن نتوقع زيادة في أعداد الوفيات.