Advertise here

أبعد من وباء

01 نيسان 2020 21:05:38

أثبتت الأبحاث والتحليلات الطبيّة أن فيروس الكورونا المستجد، لا ينتقل إلّا عبر الأوعية المحتضنة للإنسان فقط دون سواه من المخلوقات. والمفارقة أن هذا الفيروس يستهدف الجهاز التنفسي، والمعروف أن الحيوانات بمعظمها تمتلك هذا الجهاز التنفسي، بيد أن هذا المرض استثنى تلك المخلوقات المشابهة للإنسان من حيث التكوين البيولوجي.

للوهلة الأولى قد يُعتبر هذا الأمر غير مهمٍ، أو على الأقل لم يلتفت إليه أحد، إمّا للانشغال باجتياح هذا الوباء غير المسبوق في سرعةِ الانتشار، أو أن عدم الاكتراث يأتي لاعتبار أن الإنسان لا يقارَن بسواه من المخلوقات، وهذا منطقٌ مشروع وواقعي. فالإنسان فعلاً لا يقارن.

فمَن مثله يستطيع القفز فوق كل قوانين الطبيعة، وأنظمة الحياة؟

ومَن مثله يستطيعُ إشعال الحروب الدائمة والمدمّرة منذ وُجد على وجه الأرض؟

ومَن مثله يعبث بجينات كافة المخلوقات الناطقة والصامتة؛ المتحركة والثابتة؛ المستشعرة وغير المستشعرة؟ 

ومَن مثله يثير الفتن، والنعرات، والأحقاد، والضغائن؟

ومَن مثله يلهو، ويحسد، ويسخر، ويهزأ، ويتكبّر، ويتجبَّر؟

مَن مثله يبتدعُ في الخلق، ويبتعد عن الخالق؟

مَن مثله ينظر ولا يعتبر؟

مَن مثله يقتل، ويسلخ الحيوانات ليتزيَّا، ويتزيّن بجلدها، وفروها، وريشها، وعاجها باسم الموضة؟ 

مَن مثله يعتدي على البحار فيلوّثها، والغابات فيعرّيها، والأجواف فينتنها، والجبال فيهشّمها؟

مَن مثله يُنفق على أسلحة الموت والدمار ثرواته، ويَحجب عن الفقراء، والأيتام، والمعوزين فتاتَه؟

مَن مثله يقتل باسم الله، ويُفسد باسم الله، ويغتصبُ باسم الله، وينكّل باسم الله، وينصّب نفسه حاكمَ الأرض، ووصيّها باسم الله؟ 

مَن مثله يقف الآن، وبكل وقاحةٍ وصفاقة، ويتساءل لماذا يفعل بنا هذا... الله؟

 

الآراء الواردة في هذه الصفحة لا تعبّر بالضرورة عن رأي جريدة الأنباء التي لا تتحمل مسؤولية ما تتضمنه.