Advertise here

"نيويورك تايمز": العراق بأسوأ أيّامه ويواجه 3 أزمات

01 نيسان 2020 11:33:00 - آخر تحديث: 05 نيسان 2020 06:09:25

نشرت صحيفة "نيويورك تايمز" الأميركية مقالاً تطرّقت فيه إلى الوضع الصعب في العراق، بسبب أسعار النفط وانتشار فيروس "كورونا" وتوقف الأعمال. ولفتت الصحيفة إلى أنّ وزير الصحة العراقي جعفر علاوي طالب الحكومة بتمويل طارئ بقيمة 5 ملايين دولار، لكن لم يكن هناك أموال في الدولة الغنية بالنفط والتي تأثرت بتراجع الأسعار عالميًا.

وقد خيّم الصمت على بغداد، العاصمة التي تضمّ ثمانية ملايين نسمة، إذ أصبحت طرقاتها خالية من السيارات وفرغت الحدائق العامّة من المواطنين بسبب حظر التجول، بحسب الصحيفة التي أضافت أنّ ما يزيد من تفاقم الوضع في العراق والحالة الإقتصادية الصعبة هو أنّ الأوضاع الأمنية غير مستقرة مع استمرار التوتر بين الولايات المتحدة الأميركية وإيران، فقد شنّت مجموعة مدعومة من إيران مؤخرًا هجومًا على القوات الأميركية، حيث سقط صاروخان بالقرب من السفارة الأميركية في المنطقة الخضراء.

من جهته، علّق العسكري العراقي رياض الشيحان في حديث للصحيفة على الأوضاع، معتبرًا أنّ العراق يمرّ بأسوأ أيام على الإطلاق، حتى أنها أسوأ من أيام الحرب العراقية الإيرانية ومرحلة سقوط صدام حسين.

وإذ لفتت الصحيفة إلى أنّ العراق سجّل  547 حالة إصابة مؤكدة بفيروس "كورونا" حتى يوم الأحد، أكدت أنّ الإختبارات محدودة وأنّ الرقم الحقيقي للإصابات أكبر ممّا هو مُعلن. وقال الخبير الاقتصادي باسم أنطوان إنّ هناك عددًا من الأزمات التي أثرت مجتمعة على الإقتصاد وجعلت الوضع أصعب في العراق، مضيفًا أنّ "الوضع الاقتصادي الحالي يعدّ أسوأ ممّا مر به العراق من قبل، لا سيما وأنه تم تعليق العمل في جميع القطاعات الإنتاجية، فلا توجد صناعة ولا سياحة ولا وسائل نقل، كما تأثرت الزراعة".

وبالنسبة لقطاع النفط والذي كانت تعتمد عليه الحكومة العراقية بمعظم عائداتها، أوضحت الصحيفة أنّ السعر انخفض إلى نصف ما كان عليه قبل ثلاثة أشهر بسبب حرب الأسعار بين السعودية وروسيا، فقد انخفض سعر البرميل إلى 30 دولارًا بعدما كان 60 دولارًا في نهاية كانون الأول الماضي.

وكان المدير التنفيذي لوكالة الطاقة الدولية فاتح بيرول قد انتقد دور السعودية وروسيا في الهبوط الحالي لأسعار النفط، معتبرًا أنّ الإنخفاض وجّه ضربة شديدة للاقتصادات المعتمدة على النفط، وتوقع أن تكون الضربة الأكبر للعراق، قائلاً إنّ العراق ليس لديه احتياطيات مالية ويشكّل سوق النفط 90% من عائداته، كما أنّ كل هذه الضغوط الاقتصادية تأتي في بيئة سياسية متوترة للغاية.

 في المقابل، لفتت الصحيفة إلى أنّ احتياطي النقد الأجنبي يبلغ 62 مليار دولار في العراق، وهو مبلغ غير كافٍ لتأمين احتياجات البلاد، بحسب صندوق النقد الدولي. كذلك فإنّ الحكومة تعاني من عجز شهري يزيد عن ملياري دولار للنفقات الجارية.

وإضافةً إلى الأزمة الصحية المتمثلة بكورونا، والعجز الإقتصادي والمالي، فإنّ العراق يواجه أزمة ثالثة وهي أسوأ أزمة سياسية منذ سنوات وقد بدأت قبل أن ينتشر فيروس "كورونا" وتتراجع أسعار النفط، كما كان مئات الآلاف قد تظاهروا منذ تشرين الأول مطالبين بحكومة جديدة ووضع حد للفساد وكبح النفوذ الإيراني.