Advertise here

لينزلوا من فضاء أوهامهم!

01 نيسان 2020 11:05:58

في كل المفاصل الوطنية التي تواجهها الأمم والدول والشعوب، وفي كل الأزمنة، كانت تتكاتف وتتضامن لمواجهة ما يهددها فتترك خلافاتها جانبًا. والأمثلة كثيرة في التاريخ البعيد والقريب، كيف أن هذه الشعوب كانت تواجه ما يتهددها بوحدة وطنية وبالتفاف مسقطة الانقسامات من حساباتها لتغدو وحدة متراصة في التصدي للأخطار. 

في لبنان ثمة عقل متحجر يعيش خارج التاريخ والجغرافيا معًا، فلا الأزمات ولا الأخطار تحرك فيه حسًا وطنيًا تجعله يتخلى عن أنانياته ومشاريعه وسياساته، كأن هذه الأخطار بعيدة عنه، وكأنه محصن مما قد يصيب البلد نتيجة هذه الأزمات وتلك الأخطار. 

ما يتعرض له لبنان حاليا من أزمة إقتصادية ومعيشية فاقمها وباء كورونا، لم تغير في تلك العقلية المتوارثة بالإستئثار والتسلط، وكأن تجاربنا المريرة لم تعلّم بعد أصحاب هذه العقول الصدئة بأن المشاركة وعدم التعاطي بكيدية كفيل بتمتين وتحصين البلد في مواجهة ما يتهدده. 

لقد بينت التجارب السابقة أن السياسات هذه أضرت بالجميع ولم يفلت من نتائجها المدمرة أي فريق، بل تركت آثارا أغرقت الكل في أتونها.

المرحلة اليوم من أخطر المراحل في تاريخ لبنان، والخروج منها بأقل الخسائر تتطلب الإبتعاد عن كل ما من شأنه زعزعة التركيبة اللبنانية القائمة على المشاركة والتوازن بين كل المكونات الوطنية. 

المطلوب ممن هم في السلطة النزول الى الأرض بدل التحليق في فضاء الأوهام، فالكارثة تقترب من الجميع وعلى الجميع ان يتعاونوا لإبعادها.