Advertise here

الوباء إلى ذروته قريباً.. والبورصات العالمية تستمر في التراجع

30 آذار 2020 21:38:48

أدت المخاوف من حصول انكماش في المانيا وشلل اقتصادي في الولايات المتحدة الى تراجع في البورصات العالمية الاثنين فيما بات اكثر من ثلاثة مليارات نسمة حول العالم يلازمون منازلهم على أمل وقف انتشار فيروس كورونا المستجد.

وتواصل حصيلة الوباء الارتفاع مع وفاة اكثر من 34 الف شخص بينهم طفل في العالم فيما تجاوزت بلجيكا سقف 500 وفاة وايطاليا سقف عشرة الاف فضلا عن مصرع 800 شخص اضافيين في اسبانيا.

رغم ذلك، تشهد اسبانيا، البلد الثاني الأكثر تضررا مع 7340 وفاة، تباطؤا في تزايد عدد الوفيات والاصابات منذ بضعة ايام ما يوحي ان الوباء سيبلغ ذروته قريبا، علما بان 25 الف شخص قضوا في اوروبا وحدها.

لكن هذا الامر لم يطمئن البورصات الاوروبية التي تراجعت مجددا الاثنين ومثلها الاسواق الاسيوية.

وسبب هذا التشاؤم ان الاقتصاد الالماني الاكبر في اوروبا قد يتراجع بنسبة 2,8 في المئة هذا العام، وفق ما افادت لجنة الحكماء الاقتصاديين التي تقدم مشورة الى الحكومة. وقد يبلغ هذا التراجع 5,4 في المئة في اسوأ السيناريوات.

وقال جون بلاسار اختصاصي الاستثمار لدى "ميرابو" ان "تصاعد عدد الاصابات بفيروس كورونا في الولايات المتحدة" التي تبدو عاجزة عن التصدي للوباء في شكل فاعل "هو ايضا موضع قلق" بالنسبة الى الاسواق.

واصاب الفيروس 140 الف اميركي بين اكثر من 700 الف اصابة اعلنت رسميا في العالم، ولم يعد الرئيس دونالد ترامب يتعامل بخفة مع الازمة.

فقد اقر ترامب الاحد بان "2,2 مليون شخص" كان يمكن ان يقضي عليهم الفيروس "لو لم نفعل شيئا".

من جهته، لاحظ مستشاره لشؤون الاوبئة الطبيب انطوني فاوتشي ان الفيروس قد يؤدي الى "ما بين مئة الف ومئتي الف وفاة" مقابل نحو 2400 راهنا.

وانعكست الافاق القاتمة حول الاقتصاد العالمي ايضا على اسعار النفط، وسجل برميل برنت الاوروبي الاثنين 22,58 دولارا في ادنى مستوى له منذ 2002.

وتعطلت وسائل النقل في شكل كامل كون 3,38 مليارات شخص اجبروا على ملازمة منازلهم، اي نحو 43 في المئة من سكان العالم، وتوقف تاليا الطلب على الخام.

والاثنين، اعلن الاغلاق التام ايضا في لاغوس، العاصمة الاقتصادية لنيجيريا، وفي العاصمة ابوجا، بعد تسجيل 97 اصابة بكورونا في البلد الاكثر اكتظاظا بالسكان في افريقيا.

المشهد نفسه في موسكو، فسكانها الـ12,5 مليونا لن يسمح لهم بمغادرة سكنهم الا للتوجه للعمل او للتبضع او في حالات الطوارئ الصحية. والنتيجة ان وسط العاصمة الروسية كان مقفرا الاثنين في ساعة الذروة الا من عدد قليل من السيارات.

في اليونان، سادت الاثنين مخاوف من انفجار قنبلة صحية موقوتة بعد اعلان وفاة مسنة في السادسة والسبعين بفيروس كورونا في جزيرة ليسبوس في بحر ايجه والتي تضم مخيم موريا المكتظ للاجئين.

رغم ان المانيا اعتبرت حتى الان مثالا يحتذى به في كيفية التعامل مع الوباء وخصوصا ان عدد الوفيات فيها لم يتجاوز 389 حالة مع قدرتها على تعبئة 25 الف سرير لمن يعانون مشاكل تنفسية، لم يخف لوثار فايلر المسؤول في مركز روبرت كوخ المكلف الاشراف على مكافحة الوباء، قلقه من السير نحو "سيناريو ايطالي" تصبح فيه المستشفيات عاجزة امام تدفق المصابين.

وحذر المفوض الاوروبي للاقتصاد الايطالي باولو جنتيلوني الاثنين من ان وباء كوفيد-19 "يعرض المشروع الاوروبي للخطر" بسبب الانقسامات داخل الاتحاد.

وشدد على وجوب ايجاد حل "عبر حوار مع المانيا التي لا يمكن التوصل الى تسوية من دونها"، مع رفض دول شمال القارة مبدأ التضامن في تحمل عبء الديون على غرار ما حصل ابان الازمة اليونانية.

ذروة الوباء

في هذا السياق، بات الجميع يرصد الموعد الذي يبلغ فيه الوباء ذورته لجهة عدد الوفيات.

وتوقع ترامب ان يحصل ذلك في الولايات المتحدة "خلال اسبوعين" فيما تأمل السلطات الصحية في اوروبا ان يكون هذا الموعد وشيكا.

وفي الانتظار، يبدو ان العزل التام المستمر منذ ثلاثة اسابيع بدأ يؤتي ثمارا مشجعة في ايطاليا، البلد الذي سجل عددا قياسيا عالميا للوفيات (10779) مقابل 97 الفا و689 اصابة.

واورد جوليو غاليرا مسؤول الصحة في منطقة لومبارديا الاكثر تضررا ان "كل اقسام الطوارئ تسجل تراجعا" في وصول المصابين.

لكن الطواقم الطبية انهكت في فرنسا حيث قضى اكثر من 2600 شخص بالفيروس.