Advertise here

الجوع على الأبواب... والحكومة مكبّلة بمحاولات اختزالها

30 آذار 2020 09:17:00 - آخر تحديث: 30 آذار 2020 10:12:12

ما عادت الناس قادرة على التحمّل. تدنو البلاد من انفجار اجتماعي جديد، على الرغم من تفشي وباء كورونا. مساء الأحد، خرجت تظاهرات في مناطق مختلفة ومتعددة. وطالب المتظاهرون فيها بتوفير أدنى مقومات العيش. لا يزال لبنان في الشهر الأول من أزمة الوباء، وهو الذي كان من قبل غارقاً في أزمة اقتصادية، مالية، اجتماعية، مديدة وخانقة. وصلت الناس إلى حدّ الاختناق والانفجار. الحجر في المنازل على ضرورته وحتميّته، يزيد من الأعباء على فئات كثيرة في المجتمع. هؤلاء حتماً لن يتمكنوا من الصمود والبقاء في منازلهم، وآخرون سيتعرضون لخطر خسارة أعمالهم، ما يعني زيادة منسوب البطالة، وتفاقم الأزمة الاجتماعية والمعيشية.

أي انفجار مقبل لن يفرّق بين منطقة وأخرى، أو طائفة وأخرى. تظاهرات الأمس كانت في حي السلم، وفي طرابلس، وفي سعدنايل. ولا بد من توقّع أن تتوسع مروحة التظاهرات في الأيام المقبلة بسبب سوء الأوضاع المعيشية والاقتصادية، وزيادة منسوب الضغط. وسط ذلك لا تزال الحكومة تبحث عن تشكيل لجان للعمل على مساعدة الأسر الفقيرة، التي لا ينتظر جوعها أبداً.

لا أحد يعلم المدى الزمني الذي ستستمر عليه أزمة كورونا وحالة التعبئة العامة. الصين لا تزال تعاني منذ أربعة أشهر ولم تنته بعد. وإذا ما كان المعدّل المتوقع هو أربعة أشهر في لبنان، فحتماً لن يتمكن اللبنانيون من الصبر والصمود، ستتشظّى الفئات الاجتماعية كلها، وسط انعدام أي سياسة حكومية واضحة، وفي غياب خطة لململة التداعيات السلبية عميقة الأثر التي سيتركها الوباء.

همُّ اللبنانيين في مكان، وهمُّ فرقاء السلطة في مكان آخر. يتقاتلون على المناصب والمواقع في التعيينات، وفي الإجراءات المالية، وما بينهما من حسابات متضاربة ومتناقضة، كالتي انفجرت في الأيام الماضية.

وقد رفع الرئيس نبيه بري صوته ضد سعي القوى الأخرى لاحتكار كل التعيينات واختزالها. عندها اضطر حزب الله إلى التدخل مع رئيسَي الجمهورية والحكومة للبحث عن تسوية ومخرج، فيما تدور مفاوضات ومشاورات سياسية بين القوى من الآن حتى الثلاثاء وربما إلى الخميس، لإقرار صيغة إعادة المغتربين اللبنانيين، والاتفاق على صيغة التعيينات.