Advertise here

عبدالله يكشف لـ"الأنبـاء" تفاصيل حملة "التقدمي" في الإقليم: مركزان للحجر... ودعم استثنائي لمستشفى سبلين

29 آذار 2020 17:05:00 - آخر تحديث: 29 آذار 2020 19:34:40

ذكّر عضو اللقاء الديمقراطي النائب بلال عبدالله بأن رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط كان أول من أطلق جرس الإنذار  للتحضير لمواجهة وباء كورونا، وأعلن أن جنبلاط وضع بتصرف أهالي برجا مركزًا للحجر الصحي مؤلفاً من عشرين غرفة مجهزة وسيكون جاهزًا لاستقبال الحالات خلال أيام.

كلام عبدالله جاء في حديث مع جريدة "الانباء" أوضح فيه بشكل مفصّل الدور الذي يلعبه الحزب التقدمي الاشتراكي في ظل الأزمة الراهنة، ومساعيه لناحية دعم مستشفى سبلين وأهالي المنطقة. وقال: "في الوقت الذي كانت فيه كل الأطراف وكل الأجهزة مسترخية، باعتبار أن لبنان بعيد عن هذا الموضوع، كان إنذار رئيس الحزب، أضف إلى ذلك أن إنذاراً آخر كان أطلقه سابقاً حول ضرورة الحث على التكاتف والتعاضد الاجتماعي في وجه الأزمة الاقتصادية الخانقة، حيث أصبح العديد من الناس خارج أعمالهم أو "بنصف راتب" وكان الانكماش الاقتصادي في ذروته، خاصة بعد أن أصبح واضحا أن أحدًا لن يمد يد العون إلى لبنان، لاعتبارات كثيرة".

ولفت عبدالله إلى أنه على مستوى إقليم الخروب "بادرنا منذ بداية الأزمة بادرنا إلى عقد اجتماع موسع بالتنسيق مع النائب محمد الحجار، وتيار المستقبل والجماعة الإسلامية وقائمقام الشوف مارلين قهوجي، وطبيب قضاء الشوف الدكتور بيار عطالله، وبتواصل مع محافظ جبل لبنان، ومع رئيسي إتحادي بلديات إقليم الخروب الشمالي والجنوبي زياد الحجار وجورج مخول، وكذلك نواب الشوف جورج عدوان، ماريو عون وفريد البستاني، وبمشاركة مستشفيات المنطقة ورؤساء بلدياتها كونهم المعنيين بشكل مباشر بهذا الملف، وأصدرنا مجموعة توصيات اُعلنت من مستشفى سبلين الحكومي، بإشراف مباشر من رئيس اللقاء الديمقراطي النائب تيمور جنبلاط"، مضيفاً: "منذ ذلك التاريخ، باشرنا كحزب ومنظمات رافدة، العمل مع آخرين تحركوا أيضا في المنطقة وخاصة البلديات، وفق إمكانياتهم ووفق خصوصية كل بلدة، ونحن على تواصل يومي مع البلديات التي أنشأت جميعها خلايا أزمة، ونحاول قدر الإمكان تقديم ما أمكن للمساعدة". 

وتابع عبدالله: "الى ذلك بدأنا بمبادرات توعية، من خلال خلايا منظمة الشباب التقدمي وبإشراف فروع الحزب، وبالتعاون مع البلديات والمنظمات الأهلية والمجتمع المدني، وكانت الإطلالة على الناس بمنشورات توعوية مع تقديم عينة رمزية من "صابون بلدي" صنع الاقليم، لنؤكد لأهلنا بأن الوقاية هي الاساس في مواجهة هذا المرض، وخاصة نظافة اليدين والغسل المتكرر، وغيرها من إرشادات الوقاية. وتم توزيع 10 آلاف صابونة مع 10 آلاف منشور توعية وإرشادات تتضمن شرحا مفصلا، أما في البلدات الكبرى مثل شحيم وبرجا فقد أقيمت حواجز محبة لهذه الغاية، ورافق ذلك حملات رش مبيدات من قبل منظمة الشباب التقدمي شملت الصيدليات والمصارف والـ"ATM" والسوبر ماركت والمحال التجارية".

وكشف عبدالله أن "رئيس الحزب بادر لتقديم آلات تعقيم كبيرة للمنطقة، حيث تم تسليم خمسة مضخات تعقيم مع مستلزماتها الى إتحادي البلديات الشمالي والجنوبي، وللبلديات الكبرى شحيم وبرجا وكترمايا، على أن يتولى الاتحادان عمليات التعقيم في القرى الأخرى. وقد لعبت هذه الآلات دورا مهما في القرى حيث عمليات التعقيم مستمرة بشكل يومي في الأماكن العامة والمؤسسات الرسمية والكنائس والأديرة والمساجد والمحال التجارية والشوارع والمصارف".

وأكد عبدالله أن "هاجس جنبلاط والحزب التقدمي الاشتراكي في منطقة الإقليم يرتكز على مسألتين أساسيتين أولهما: مستشفى سبلين الحكومي وتجهيزها وتحضيرها لاستقبال المرضى. وثانيهما: التفتيش عن مراكز لاستخدامها للحجر الصحي، خاصة وأن في إقليم الخروب كثافة سكانية كبيرة، وفي حال انتشر الوباء لا سمح الله يجب ايلاؤه أهمية قصوى، الى جانب العمل على عدم  السماح بانتشاره، ومن هنا كانت توجيهات رئيس الحزب بأن نحضّر انفسنا للأسوأ، حتى ولو أن هذا الأسوأ لن يحصل. لذا تواصلنا مباشرة مع وزير الصحة ومدير عام الوزارة وقد ساهما مشكورين بالإسراع في مد المستشفى بأول سلفة مالية وبوضعه على لائحة التجهيزات المتوقع وصولها من الخارج والمرتبطة بالعلاج والوقاية لمرضى الكورونا، أي الـ"PCR"  وأجهزة الأشعة المتنقلة وأجهزة التنفس الاصطناعي. وقد فتحت اللجنة الطبية في المستشفى باب التبرع امام أهل الإقليم وأصحاب الأيادي البيضاء، لأن المهمة صعبة ومكلفة، خاصة وأن المستشفى يعالج مرضى الكورونا، وبذلك نكون قد منعنا عن الطاقم الطبي والموظفين مصدر تمويل لرواتبهم، لذا كان من الضروري التفتيش عن بدائل لأن الوضع قد يطول، ونحن بتواصل شبه يومي مع إدارة المستشفى، وقطعنا شوطًا إيجابياً في هذا الموضوع وتم تسليم لجنة التبرعات مساهمة من الرئيس وليد جنبلاط كدفعة أولى على أن تليها دفعات أخرى، بانتظار أن تواكبنا الدولة بتقديماتها، لاسيما وأن المستشفى مؤسسة حكومية".

وتابع عبدالله: "كما بادرنا في الحزب مع الرفاق وكيل الداخلية الدكتور بلال قاسم ووكلاء الداخلية السابقين ومدراء الفروع بالتفتيش عن مراكز لتخصيصها للحجر الصحي، وقمنا بهذه الخطوة بإلحاح من وليد جنبلاط الذي يعتبر أنه يجب أن يكون هناك مخارج وأماكن حجر، وقد نضطر مستقبلا لأن يكون في كل بلدة مركز للحجر"؛ مشيرا الى "توجه لاعتماد المدرسة التركية الموجودة بين بلدات الوردانية كترمايا وسبلين، وهذا الخيار لا يزال قائما، لكنها بحاجة إلى تجهيز وحمامات وهذا يتطلب وقتا". 

 وقال عبدالله: "أبلغت رئيس بلدية برجا ريمون حمية أن رئيس الحزب وليد جنبلاط قدّم مركزاً للحجر الصحي لبرجا، خاصة وأن الإصابات الخمس في الإقليم هي من برجا، وهي الأكثر احتياجًا اليوم للاحتضان والمساعدة، وقد جهزنا مركزين آخرين للحجر الصحي ونعمل على تأمين الأمور اللوجستية لهما، من طعام وكوادر طبية"، لافتاً إلى أن المركز مؤلف من عشرين غرفة جاهزة، وطمأن أهل برجا وبلديتها ومخاتيرها وأهالي المصابين بأن "وليد جنبلاط والحزب التقدمي الاشتراكي إلى جانبهم"، وقال: "أنا أكيد أن هذا الامر ينطبق على باقي القوى السياسية، لأننا تتعاطى اليوم بالشأن الوطني الانساني وليس بالشأن السياسي".

وأوضح عبدالله أن "العمل بالمركز سيبدأ مطلع الشهر القادم، وسيستقبل الحالات التي تحتاج للحجر، علما اننا نعتبر بأن الحجر المنزلي هو الأفضل  صحيا، والأنسب ولكن ربما تكون هناك بعض الحالات الاستثنائية نتيجة صعوبات منزلية او أوضاع خاصة في المنازل لا إمكانية فيها للحجر المنزلي، لذا اخترنا أماكن بعيدة عن السكن كليا، ومن ضمنها مركز الحجر الصحي الثاني الذي سيكون مخصصا لأهالي الإقليم كافة ومن ضمنهم  بلدتي الناعمة والدامور.،   ونحن في إطار التحضير لمركز حجر صحي ثالث سيتم الكشف عليه لأنه بحاجة إلى بعض التجهيزات واستكمال الاعمال وهو يستوعب عددا كبيرا من الحالات". 

وشدد عبدالله على "ضرورة مساهمة المنتجعات والفنادق إنطلاقا من مسؤوليتها الوطنية، وهي التي كانت المستفيدة لفترة طويلة من الانتعاش الاقتصادي والسياحي في المنطقة"، معربا عن أسفه لأن العديد منها "تهرب من المسؤولية بحجج واهية، والبعض الآخر طلب أسعاراً جنونية، وهذا أيضا هروب"؛ مضيفاً: "لأولئك نقول انه في الوقت المناسب اذا اضطررنا سنأخذ المراكز بالقوة، لأن حياة الناس وحمايتها فوق كل اعتبار، وهذا الكلام ليس تهديدًا وإنما موقف يعكس ألم الناس، وحتى الآن عندنا وليد جنبلاط الذي يؤمن لنا بصعوبة مراكز للحجر الصحي في بعض المنتجعات، ولكن إذا اضطررنا سنأخذ الأخرى بالقوة". 

ووجه عبدالله "التحية لأبناء الإقليم في الداخل والخارج، لأن هناك الكثير من الشخصيات والجهات قدمت تبرعات لمستشفى سبلين، وهذا واجبنا جميعا"، منوّها بمبادرة قنصل لبنان في الكويت باسل عويدات يعاونه الملحق الاقتصادي شادي ابو ضاهر، و"بجهودهما الجبارة لتأمين أكبر قدر ممكن من الاعتمادات والمساعدات والهبات لمستشفى سبلين الحكومي، وربما سنحتاح مساعدتهما لمراكز الحجر الصحي".

واعتبر أن "كل الجهود المبذولة جيدة، وهذه واجباتنا كنواب وكقوى سياسية، ووليد جنبلاط في طليعة المهتمين وهاجسه حماية كل المنطقة وكل لبنان، وخاصة إقليم الخروب من تفشي هذا الوباء، وهناك جهد جبار يشهد له تقوم به البلديات دون استثناء بإمكانيات متواضعة، لاسيما أن بعضها لا تملك ميزانية، كما نحيي المتطوعين من كل الفئات والجهات سواء سياسية أو مدنية أو نسائية او شبابية والذين يعملون أقصى ما يمكنهم كلٌ ضمن امكانياته".

 وشدد عبدالله على "أن الأهم أن نلتزم جميعا بالحجر الصحي والمنزلي لأنها اهم طريقة لمحاربة الوباء، والمسؤولية تقع على كل شخص أن يحمي عائلته وبيئته ووطنه والا يختلط  قدر الامكان، لأن التجربة أثبتت  أنه بعد التزام الناس منازلهم تدنت طلبات  فحص "PCR" في مستشفى رفيق الحريري الحكومي من 140 إلى 70 يوميا، وهذا دليل على أننا اذا التزمنا بالوقاية نساهم بالحد من تفشي الوباء بسرعة، وكي لا يصل النظام الصحي إلى مرحلة يصبح فيها عاجزا عن استيعاب الكم الأكبر من المرضى".

وحيّا عبدالله محافظ جبل لبنان وقائمقام الشوف والبلديات والقوى السياسية ولكل أهلنا وأكد لهم "أننا وبتوجيهات رئيس الحزب وليد جنبلاط إلى جانبكم، فهو لم يبخل ولن يبخل. ونحن لا نعلن دائما عما نقوم به، لأننا نعتبر أنه في ظل هذا الظرف الانساني الوطني الكبير، فإن الاعلان فيه نوع من "المنة"، بينما نحن نعتبر أن ما نقوم به هو واجب وقناعة من وليد جنبلاط، فمن يقدم لكل الوطن، لن يبخل لا على الشوف ولا على الإقليم".