Advertise here

حماية كوكبنا مسؤوليتنا

28 آذار 2020 14:00:00 - آخر تحديث: 28 آذار 2020 15:43:05

أخال كوكب الأرض يتنفّس الصعداء الآن، والطبيعة تزهو مطمئنةً أكثر من أي وقت مضى، والسبب؟ هو ذاك الهدوء والسكون الذي فرضته جائحةٌ بيولوجية لا تُرى بالعين المجردة، لكنّها استطاعت أن تُعطّل عجلة الإنتاج، وأن تُسكت ضجيج الآلات، وأن تُوقف حركة السيارات. وهي أيضاً فضحت هشاشة العالم، على رغم تطوّره، وتقدّمه العلمي والتكنولوجي.

هذا التقدّم الذي مصيره أن ينجح باكتشاف العلاج واللقاح المناسبَين لفيروس كورونا في نهاية المطاف، أو لأي تهديدٍ آخر قد يهدّد العالم في وقتٍ لاحق. وهذه نتيجةٌ حتمية إذا ما نظرنا للوتيرة التي تطوّر فيها العالم من الناحية العلمية على مرّ السنوات، منذ الثورة الصناعية وحتى يومنا هذا.

ولعلّ الجميع لاحظوا أن نسبة التلوّث انخفضت نتيجة الحجر المنزلي العالمي خلال الأسابيع الماضية. فالباحثون في حالة الهواء يتوقعون، "تسجيل أقل نسبة ارتفاع في غاز ثاني أكسيد الكربون خلال الفترة حتى أيار في نصف الكرة الأرضية الشمالي، منذ عام 2009، وحتى قبل ذلك".

وبالطبع لا نقول إنه علينا تكتيف الأيدي، وعدم العمل كي نحمي كوكبنا، لأن في ذلك تهديمٌ أيضاً للحياة. لكن أمامنا فرصةٌ للتأمل وأخذ القرار كي نعمل بطريقةٍ أكثر استدامة لموارد الطبيعة بجدية، لا بالشعارات، بدءاً من الاحتفال بساعة الأرض اليوم 28 آذار من الساعة 8:30 حتى 9:30 مساءً، فنطفئ الأنوار غير الضرورية، ونكون بذلك إلى جانب الكشفيين حول العالم الذين يحتفلون، ويقومون بمبادراتٍ للفت أنظار سكان الأرض بضرورة تخفيف استهلاك الطاقة لحماية كوكبنا، فنسهمُ بذلك في تحسين نوعية الهواء، وتقليل نسبة انبعاث غازات الدفيئة، والجسيمات الدقيقة (2.5 Pm) الضارّة في الهواء، والتي تتسبّب في وفاة ما معدّله 7 ملايين شخص سنوياً في العالم، نتيجة إصابتهم بالأمراض التنفسية، وأمراض القلب، والشرايين، والسرطانات.

أضِف إلى ذلك أن الطفل المولود اليوم سوف يختبر عالماً تزيد حرارته بمعدل 4 درجات عن ما قبل الثورة الصناعة، وسيواجه تأثيرات تغيّر المناخ وتداعياته على الصحة، وإنتاج الغذاء، والأمن الغذائي، هذا إذا ما التزمت الدول باتفاقية باريس، والتي تطمح إلى "الاحتفاظ بالزيادة في متوسط درجة الحرارة العالمية إلى أقل بكثير من درجتين مئويتين، ومتابعة الجهود للحد من زيادة درجة الحرارة إلى 1.5 درجة مئوية" بحلول 2050.

ولعلّ الأمل يبقى في العمل بشكل سريع، وليس التقاعس في مواجهة الاحتباس الحراري. وفي تحقيق خطة التنمية المستدامة لعام 2030، والتي اعتمدتها جميع الدول الأعضاء في الأمم المتحدة في العام 2015، والتزمت الحركة الكشفية العالمية بالمساهمة الفعالة فيها وذلك، "للعمل على إنهاء الفقر، وغيره من أشكال الحرمان، والذي يجب أن يسير جنباً إلى جنب مع الاستراتيجيات التي تحسّن الصحة والتعليم، وتحدّ من عدم المساواة، وتحفّز النمو الاقتصادي. كل ذلك أثناء معالجة تغيّر المناخ، والعمل على الحفاظ على محيطاتنا وغاباتنا".

كل ذلك يتطلب تضافر جهود الجميع، أفراداً ومؤسّسات وحكومات، علّنا نستطيع أن نعيد بعض التوازن إلى الطبيعة كي لا تبخل بعطائها، وكي يقول كل شخصٍ منّا: قمتُ بواجبي.

الآراء الواردة في هذه الصفحة لا تعبّر بالضرورة عن رأي جريدة الأنباء التي لا تتحمل مسؤولية ما تتضمنه.