Advertise here

تلازم الإيمان والعقل والعلم بعيداً عن التزييف والتشويه

27 آذار 2020 15:15:40

إحدى إيجابيات الكورونا البغيضة أنها وحّدت الإله الواحد الأحد، دون إغفال شفاعة الأنبياء، والرسل، والإيمان بالغيب. ودورها كلها في التحكّم بمسار الحياة والطبيعة لا يلغي استخدام العقل الذي يتميّز به الإنسان، والملهم من الباري تعالى، والمدعوم بالعلم والإبداع واكتشافات قوانين التطوّر .

إلّا أن البعض من رجال الدّين (المتعمّمين)، على حدّ تعبير الكواكبي، يعتبرون أنّ العلم بالدّين حجاباً لا يُكشف إلّا لهم، إذ يضعون أنفسهم حجاباً على سمَوات الله،ويزعمون أنهم يمنعون لقاء الأرواح بربّها ما لم يأخذوا عنها رخصة المرور، وفدية الخلاص. والعامّة، من خوفهم، يصدّقون ما يُقال لهم، ثم يرجحون اليمين بهؤلاء الأولياء المقرّبين من اللّه.

إن تشدّد الفقهاء في الدّين، وكثرة الترهيب، هما تعصبٌ يُراد منه الاستبداد بالناس عن طريق ادّعاء المتعمّمين بأنهم وحدهم العارفون بما يريد الله من عباده، وإنهم الذين يغفرون الذنوب،فيحتاج إليهم الناس الذين لا يهمّهم سوى مرضاة اللّه، ويتبعون البدع التي تشوّش الإيمان، وتشوّه الأديان، فيقعون في فخّ الاستبداد. اذاً، فإن بعض المتعمّمين ينشرون تعاليم تزيّف الأديان ليتمكنوا من بسط سيطرتهم على أذهان العامة، وليستطيعوا، بالتالي، قهرهم بما يصوغونه لهم من الأساطير والمبتدعات الغريبة التي يرى العامة أنفسهم عاجزين عن تفسيرها، مما يجعلهم يتعبّدون الأوهام، والامراء، والعارفين.

وكم نحن اليوم، في عصر الوباء، بحاجةٍ لممارسة تلازم الإيمان مع العقل والعلم.

(*) رئيس الحركة اليسارية اللبنانية 

 

الآراء الواردة في هذه الصفحة لا تعبّر بالضرورة عن رأي جريدة الأنباء التي لا تتحمل مسؤولية ما تتضمنه.