Advertise here

اتفاق سري يغضب بري... وحزب الله يلملم حلفاءه

27 آذار 2020 11:35:00 - آخر تحديث: 27 آذار 2020 19:01:12

بدأ حزب الله جولة اتصالات سياسية مع حلفائه، للبحث عن مخرج وتسوية للخلاف الواقع في ما بينهم حول ملف التعيينات. طبعاً ملف التعيينات ليس وحيداً على جدول الخلاف، لكنه كاد أن يتحول إلى النقطة التي قد تفجّر الحكومة، فالخلافات تكبر بين مكوّناتها، ما يضعها في مرحلة من التخبّط والضياع، وبحيث لم تتمكّن حتى اليوم من اتّخاذ قرارٍ عمليٍ واحد، باستثناء إعلان حالة التعبئة العامة. عدا عن ذلك كل شيء مؤجّل ومعطّل. ولم يتم تحقيق أي تقدمٍ على صعيد الخطة الاقتصادية الإصلاحية، ولم يتمّ التوافق على وضع خطةٍ للكهرباء، والتعيينات مؤجلة، والكابيتال كونترول ، والمشاريع المالية أيضاً مؤجّلة.

اللقاء الذي عُقد بين رئيس المجلس النيابي نبيه بري ورئيس الحكومة حسان دياب قبل يومين، انتهى إلى فشل. كان برّي غاضباً من دياب الذي أبرم تفاهماً سرياً مع التيار الوطني الحر، وبدون تنسيق مع أي جهةٍ أخرى، لا سيّما لتمرير التعيينات. الأمر الذي دفع النائب سليمان فرنجية إلى رفع الصوت عالياً مهدداً بالانسحاب من الحكومة. موقف فرنجية واعتراض بري دفعا بدياب إلى زيارة رئيس المجلس، الذي كان واضحاً إلى أقصى الحدود، وتوجّه إلى رئيس الحكومة بأن الطريقة التي يتم التصرّف بها غير مقبولة، ولا يمكن السكوت عنها، أو الموافقة عليها. لم يقدّم دياب لبرّي أي جواب سوى أنه غير قادر على فعل شيء.

خلاصة الاجتماع أن التعيينات تأجّلت إلى الأسبوع المقبل، بينما صلاحيات رئيس وأعضاء لجنة الرقابة على المصارف أصبحت بيد مصرف لبنان، لأن ولاية أعضاء اللجنة انتهت. ويُفترض أن تُقرّ التعيينات الأسبوع المقبل في جلسة الحكومة إذا ما نجحت المساعي التي أطلقها حزب الله، إذ بعد فشل الاجتماع بين بري ودياب، تواصل حزب الله بشكل مباشر مع رئيس الجمهورية ميشال عون، لوضع أسسٍ تؤدي إلى الاتفاق على التعيينات بشكل لا تُغضب الحلفاء وتطيح بالحكومة.

انتشار وباء كورونا، وتفشّي الأزمة الطبية والصحية، سمحا للحكومة، ومن وراءها، بالهروب إلى الأمام من مواجهة استحقاقات أساسية على مختلف الصُعُد، وخصوصاً على الصعيد الاقتصادي الداهم. جاءت الأزمة كفرصةٍ لمنع تفجّر الحكومة بسبب الخلافات بين مكوّناتها، ولتمنحها فترة سماح جديدة بفعل انشغال العالم كلّه بالانتشار الواسع لهذا الوباء، وبالتالي لا أحد من الدول جاهزٌ للدخول في متابعة حثيثة للوضع اللبناني، وتقديم المساعدات له على أساس الشروط التي أصبحت معروفة. أزمة كورونا تطيل عمر الحكومة، ولكن الانفجار الكبير، والكارثة الأكبر، سيأتيان ما بعد الوباء.