Advertise here

"فورين بوليسي": العالم بحرب مع "كورونا"... وترامب يفعّل قانونًا من الحرب الباردة!

26 آذار 2020 20:09:10

نشرت مجلة "فورين بوليسي" الأميركية مقالاً عن الحرب الإقتصادية في العالم في ظلّ تفشي فيروس "كورونا".

وتساءلت المجلة إن كان العالم يُعتبر أنّه يخوض حربًا مع فيروس "كورونا"،  مذكرةً بما قاله الرئيس الصيني شي جين بينغ عن أنّ الجهود لمكافحة الفيروس هي "حرب الشعب"، كما وصف الرئيس الأميركي دونالد ترامب نفسه بأنه "رئيس في زمن الحرب". وكذلك فعل نظيره الفرنسي إيمانويل ماكرون عندما أعلن أن فرنسا "في حالة حرب" مع "كورونا".

ولفتت المجلة إلى أنّ صانعي السياسات والمسؤولين اعتادوا استخدام مصطلحات تشبه لغة الحرب منذ وقوع الأزمة المالية العالمية عام 2008، والآن تقوم الحكومات بإدارة حالات الطوارئ الصحية، في وقت تعمل المصارف المركزية على تهدئة الأسواق المالية، وتنتشر القوات المسلحة في الدول، ويتمّ تقييد تحركات المواطنين ومراقبة التزامهم بالتباعد الاجتماعي. ورأت المجلة أنّه بدلاً من لغة الحرب، يجب أن يتعلّم الرؤساء دروسًا من الحروب الإقتصادية القديمة.

وأشارت المجلّة إلى أنّ العالم يحتاج المزيد من الأسرّة وأجهزة التنفس والأقنعة والملابس الواقية. وتوقفت المجلة عند إعطاء الرئيس ترامب الضوء الأخضر لتنفيذ قانون "الإنتاج الدفاعي" لسد العجز في الإمدادات الطبية اللازمة في جميع القطاعات، وأوضحت أنّ هذا القانون يعود إلى الحرب الباردة وينصّ على تحديد الأولويات وحشد الموارد في الصناعات، على سبيل المثال، يوجد حاليًا حوالي 173000 جهاز تنفس في الولايات المتحدة الأميركية، وقريبًا سيزيد الطلب عليها في أميركا والعالم، ما يوجب المزيد من التصنيع. في المقابل أدّت سياسة التباعد الإجتماعي في الدول الغربية إلى وقف صناعات بدلاً من تكثيفها.

وتابعت المجلة بالإشارة إلى أنّ الفيروس يصيب الاقتصادات بشكل أسرع ممّا يصيب الناس، في الوقت الذي تستعر فيه حرب أسعار النفط وتؤجج الإضطراب في السوق العالمية، يخشى المستثمرون من التأثير الاقتصادي للفيروس. 

من جهته، قال ريتشارد بالدوين، وهو أستاذ الاقتصاد الدولي في جنيف: "إن هذا الفيروس معدٍ اقتصاديًا كما هو معدي طبيًا". وأضاف أنّ "كورونا" بمثابة ضربة لقطاع التصنيع في معظم الاقتصادات الكبرى، فقد أدّى إلى وقف عمل العديد  من المصانع الآسيوية، وعطّل التصدير، كما انخفض الطلب على السيارات والأجهزة الإلكترونية والكثير من السلع المصنعة التي كان ينتظر الناس شراءها قبل الأزمة.