Advertise here

ماذا ينتظر العالم؟

25 آذار 2020 21:20:00 - آخر تحديث: 25 آذار 2020 23:30:59

ما إن استهلّ القرن الواحد والعشرون حتى بدأت الكوارث تتوالى الواحدة تلو الأخرى، وكأن الله في لحظة تخلٍ عن هذا الكوكب، تاركاً أصحاب النفوس الجشعة المتمثّلة بالدول الرأسمالية، والمافيات الدولية، حيتان المال، مثل آل روتشيلد وأمثالهم، يتحكّمون بالبشر وبمقدرات هذه الأرض وما عليها، تارةً يشعلون الحروب، ويدمّرون الطبيعة، وينتهكون المجتمعات، وطوراً يطلقون الفيروسات لقتل البشر، وتسويق أدويتهم ولقاحاتهم لكسب المال، غير آبهين بالكوارث التي تحلّ بهذا الكوكب. همّهم المال، ثم المال، ثم المال.

أين أصبحت أوبئة إنفلونزا الخنازير، والطيور، وجنون البقر، ووباء السارس؟ ومَن أطلق اليوم وباء الكورونا؟ أهُمْ الأميركان أبرياء من هذه الفعلة؟ باعتقادي ما من عملِ سيّءٍ على هذه الكرة الأرضية إلا والأميركي وراءه. والملاحَظ هذه المرة أنه فَقَدَ السيطرة على ما جنت يداه، وصحّ قولُ المثل، "طابخ السم آكله"، وهو دفع وسيدفع المزيد ثمن فعلته هذه.

أمّا السؤال الذي يطرح نفسه فهو، لماذا الأميركي أقدمَ على ذلك؟ لقد تيقّن متأخراً بأن الحوت القادم سيبتلع الكون، ويكبر بسرعة فائقة، ولا بدّ من عرقلة سيره، وفرملة نموّه إلى حين وضعِ خطةٍ لإقامة التوازن، ولو لفترة عقود، قبل فوات الأوان وانتقال زعامة العالم إلى هذا الحوت.

برأيي، مِن هنا بدأت حكاية الكورونا لعلّ هذا الوباء الخطير، والسام، وسريع الانتشار، يعملُ حالة إرباك لدى الصين، فيقضي على الملايين، ويُغرق البلاد في حالٍ من الفوضى والشلل الاقتصادي، ويدمّر كل ما بنته الصين لسنوات. وبعد ذلك تصبح عاجزةً عن حلّ مشاكلها الصحيّة والاقتصادية دون طلب المساعدة من الولايات المتحدة، وبالتالي تخضع للشروط المطلوبة، وبهذه الحالة تكون أميركا ربحت الحرب، وفرضت على الصين أن تجلس معها على طاولة المفاوضات، فتُملي عليها الشروط التي تؤمّن مصالحها.

أما ما تربحه أميركا: 
1- تكون قد ضربت اقتصاد الصين.
2- قتلت عشرات الملايين، وأصيبَ العدد الأكبر من الصينيين، وسوف يلزمهم اللقاحات والأدوية اللازمة، فتستوردها منها. 
وإلى حين أن تتعافى الصين تستفردُ أميركا مجدداً بزعامة العالم.

وبهذه الفترة تقوم أميركا بتحضير الاتفاقيات التي تناسب مصالحها، والقاضية بعقد صفقةٍ تمتد أقلّه لخمسين عاماً، وتقوم بموجبها بعقد شراكةٍ لزعامة العالم، وهكذا بدل أحادية الزعامة سوف تفرض ثنائيتها (الصين وأميركا). 

وبهذه الطريقة يكون الأميركان قد احتفظوا لأنفسهم بزعامة العالم خمسين سنة إلى الأمام، وفي هذه المرحلة يخلق الله ما لا تعلمون. 
ولكن لم يضبط حساب الحقلِ على حساب البيدر هذه المرة مع أميركا، فانقلبَ السحر على الساحر. خرجت الصين منتصرةً، فاستطاعت احتواء الوباء، وعزّزت اقتصادها بشراء الأسهم والشركات الكبرى العائدة للدول الغربية، وهي اليوم تصدّر الأدوية، والمساعدات الطبية، للدول التي تعاني من هذا الوباء، كما ترسل البعثات الطبيّة لمساعدة الدول المحتاجة، وتهيّئ نفسها زعيمةَ العالم في المدى القريب.

إنّها حربٌ اقتصادية بامتياز، وحربُ مصالح بين الدول الكبرى حول مَن سيتوسّع أكثر ليزيد من أرباحه أكثر، ولو على حساب قتل البشر وتدمير الكرة الأرضية. وخوفي هذه المرة أن تستمر أميركا في غيّها لتدمير العالم بعدما شربت السمّ الذي أعدّته لغيرها، لأن المثلَ يقول: عندما تحاصَر العقرب تنتحر، أو تستدرك، وتعمل على تقليل خسارتها.

وقبل الختام، سبقَ وذكرتُ آل روتشيلد، والمافيات الدولية، على أمل أن أكتبَ شيئاً عن دورهما في التحكّم بمصير الكون والبشرية فيما خصّ الحروب، والإعلام، والمرض، والأدوية.
 

*الآراء الواردة في هذه الصفحة لا تعبّر بالضرورة عن رأي جريدة الأنباء التي لا تتحمل مسؤولية ما تتضمنه.