نشرت مجلة "فورين بوليسي" الأميركية مقالاً تطرّقت فيه إلى الموجة المقبلة من جائحة "كورونا"، وكشفت فيه عن أنّ الأمم المتحدة تستعد لإطلاق دعوة لحشد تمويل كبير بأكثر من 1.5 مليار دولار يوم الأربعاء، وذلك في إطار جهودها لمواجهة تفشي فيروس "كورونا" المستجد في المناطق التي تعاني أصلاً من أسوأ الأزمات الإنسانية، مثل غزةن وميانمارن وسوريان وجنوب السودانن واليمن.
وحصلت المجلّة على مسودة سريّة لخطة الاستجابة الإنسانية العالمية التي تحضّرها الأمم المتحدة، وفيها أنّ دولاً كثيرة تعاني من أزمات إنسانية ما يحتّم على جميع العاملين في المجال الإنساني إعادة جدولة أولوياتهم والتطلع إلى هذه الدول.
وفيما يستبعد المسؤولون عن خطّة الإغاثة إمكانية دفع الحكومات الثرية للمساعدة، قال أحدهم للمجلّة إنّ أبرز المانحين يواجهون الركود الاقتصادي العالمي، والأزمة الصحية تلاحق دولهم. وأضافت المجلّة أنّ مسؤولي الإغاثة في الأمم المتحدة يخشون ممّا ستكون عليه المرحلة الثانية من الوباء، ويتخوّفون من تفشيه في المخيمات التي تضمّ ملايين اللاجئين.
ونقلت المجلّة عن اليونيسف أنّ أكثر من 3 مليارات شخص في العالم لا تتوفّر لديهم مرافق مخصّصة لغسل اليدين، ما يحرمهم من أبرز طُرق منع الفيروس بالمياه. ولفتت المجلّة إلى أنّ الأمل يبقى ضئيلاً في إيجاد مساحة تكفي لتنفيذ خطّة التباعد الاجتماعي في المخيمات المكتظة من بنغلادش، إلى أفغانستان، إلى مخيمات السوريين والفلسطينيين، وغيرهم في الشرق الأوسط.
من جهته، قال الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريس: "نواجه أزمة صحية عالمية لا مثيل لها في تاريخ الأمم المتحدة البالغ 75 عاماً، وهي تؤثر على الاقتصاد العالمي، وتغيّر حياة الناس". وحذّر غوتيريس أنّه بحال سُمح للفيروس بالانتشار مثل حرائق الغابات، فسوف يُقتل الملايين، لا سيّما في المجتمعات الضعيفة.
وأوضحت المجلّة أنّ بعض الدول تعاني من الفيروس بعد غرقها في صراعات، والتي كانت لها تداعياتها الاقتصادية الكبيرة، مثل أفغانستان وجنوب السودان. وقال عامل إغاثة سابق في جنوب السودان إنّ نظام الرعاية الصحية قد دُمّر بشكل كامل في جنوب السودان خلال السنوات السبع الماضية بسبب الحرب الأهلية.