Advertise here

خفايا إطلاق العميل الفاخوري.. اجتماعات لساعات وزيارات لواشنطن

21 آذار 2020 12:54:00 - آخر تحديث: 21 آذار 2020 14:19:08

أحرج موقف الرئيس الأميركي دونالد ترامب لبنان الرسمي بمجرد توجيهه الشكر إلى الحكومة اللبنانية على تعاونها في ملف إطلاق سراح العميل عامر الفاخوري. قال ترامب ما لم يقله أحد في لبنان، وما أصر المسؤولون اللبنانيون على إخفائه عن الشعب اللبناني، الذي يُراد له أن يبقى مغمض العينين عن خفايا كثيرة تدور حوله. 

المسؤولون عن إطلاق فاخوري معروفون. وهم حاولوا نسج الحلول وكيل الإتهامات للآخرين، وعندما أطلق سراحه غط الطير على رؤوسهم، فأغرقوها بالرمال ولم ينبسوا ببنت شفة.

لو لم يتحدث أمين عام حزب الله عن الأمر، لاستمرت التكهنات والتساؤلات وتقاذف الإتهامات، بينما المعنيون الأساسيون لم يصدروا أي موقف، وعلى هذا النهج تستمر ممارساتهم في الملفات الأخرى. بعيد إطلاق سراح فاخوري غرّد رئيس الحزب التقدمي الإشتراكي منتقداً ما جرى، معتبراً أن شخصاً متعدد الولاءات عمل على إبرام الصفقة، وهي جرعة تهدف للوصول إلى رئاسة الجمهورية.

أصبحت خيوط القضية متكشفة، الرجل متعدد الولاءات هو وزير سابق، الذي بحسب ما تكشف المعلومات زار الولايات المتحدة الأميركية قبل فترة للبحث في كيفية توفير المخرج لإطلاق سراح العميل، فيما وزير سابق آخر استمات في سبيل إطلاق سراح الفاخوري بحثاً عن تحسين علاقته بالأميركيين والحصول على عفو عن إدراجه على لائحة العقوبات.

وقد حرص نصر الله على عدم انتقاد هذا الوزير السابق أيضاً، مع العلم أن الأخير كان أول من تولى البحث في هذا الموضوع، وألمح نصر الله إلى أن شخصيات سياسية راجعته شخصياً للبحث عن تسوية لهذا الملف، وهذه الشخصيات يحتل هذا الوزير  السابق رأس قائمتها، فهو الذي خرج مزهواً من إجتماعه لثلاث ساعات مع ديفيد هيل الذي ركّز على مطالبته بإطلاق سراح فاخوري سريعاً، وكذلك فعل في اللقاء مع السفيرة الأميركية اليزابيت ريتشارد قبل مغادرتها.

يعتبر الوزير السابق في سرّه أنه حقق انتصاراً لنفسه في إطلاق سراح فاخوري، وقد حصل على صك براءة من حزب الله، وهو الذي سيكون بالنسبة إليه منطلقاً لتحقيق المزيد من الأهداف مستقبلاً، خصوصاً في ظل انخفاض منسوب الحركة الشعبية، واعتباره أنه تجاوزها أو حقق اختراقات كبيرة فيها فأصبحت موالية له، وموجهة نحو القطاع المصرفي الذي يريد الإنقضاض عليه بجملة شروط وفروض وضغوط، إلى جانب صراعه المفتوح مع حاكم مصرف لبنان رياض سلامة الذي يعتبره منافساً رئاسياً كما ينظر إلى قائد الجيش.
 

وسط كل هذه الأزمات السياسية التي تعرقل عمل المؤسسات في لبنان، لا تزال الأزمة الإقتصادية مستمرة وآخذة بالإستفحال بدون تحقيق الحكومة أي إنجاز على صعيد الخطة الإقتصادية المرتجاة، وما بين هذه الأزمات، يترقب لبنان استفحال أزمة كورونا الأسبوع المقبل، إذ أنه يدنو من المرحلة الرابعة والتي تقول التجربة إنها المرحلة الأصعب مقارنة مع كل الدول التي شهدت انتشاراً للوباء. وهذا ما سيفرض إجراءات أكثر صرامة قد تصل إلى حدود إعلان حظر للتجول للحد من إنتشار المرض والوباء.