Advertise here

تبرّعات mtv و"صار الوقت": درسٌ وأملٌ و"أسطورة"

20 آذار 2020 09:01:00 - آخر تحديث: 10 أيلول 2020 14:37:50

كلّما يئسنا يأتي من يزرع فينا أملاً.

بين الحجر المنزلي والحجر المصرفي، الأوّل تسبّب به فيروس كورونا والثاني فيروس الفساد المتراكم، ظهرت ليل أمس بقعة ضوء.

ما من بلدٍ في العالم، الذي تحوّل اليوم، أكثر من أيّ وقتٍ مضى، الى قرية كونيّة، وكورونيّة نكاد نقول، شهد ما شهده لبنان ليل أمس. ومن شاشة mtv أيضاً، هذه المحطة الثائرة، وفي بعض الثورة تهوّر أحياناً، والجميلة، وفي بعض الجمال غرور أحياناً، كلّ الفرق وكلّ الإنسانيّة التي تجسّدت في حجم تبرّعات مذهل، من دون ٍولا إعلاناتٍ ولا تحضير.

مجرّد أفراد يحملون هواتفهم الخلويّة ويتلقّون عليها كمّاً هائلاً من المساعدات الماديّة، في "أسطورة" تعاضد وطني اشتقنا إليه في بلد النزاعات السياسيّة والمذهبيّة والشارعيّة.

هوجمت المحطة كثيراً في الأيّام الأخيرة من بعض البلهاء. كان الردّ بالعطاء. بالإنسانيّة. كان الردّ بأن أضأنا مصباح الأمل، بينما يقفل البعض نوافذهم ليدخلوا في سبات الحقد.

حملةٌ عفويّة انطلقت من "صار الوقت" مع مرسال غانم. "ضرب جنون" جديد لميشال المر. لكنّه أصاب مرّةً جديدة، والمهمّة ستُستكمل الأحد في يوم تبرّعات ملياريّ جديد. وقد حظيت أمس بـ "مباركة تويتريّة" من رئيس الحكومة حسان دياب الذي أشاد بالحلقة والتبرّعات. ومثله فعل رئيس تكتل "لبنان القوي" النائب جبران باسيل الذي بدأ تغريدته بـ "شو حلو تعاضد اللبنانيّين". "شو حلو" أيضاً، يا صاحب المعالي، لو يكفّ جمهور حزبك والأحزاب الأخرى عن تبادل الشتائم والتخوين، عبر مواقع التواصل الاجتماعي، وهم في حجرهم المنزلي. حبّذا لو تشغلوهم بأمورٍ أكثر جدوى وأكثر تعاضداً.

مرّة جديدة يأتينا درسٌ... وأمل.

درسٌ من المتبرّعين الصغار. 10 آلاف ليرة وعشرون ألفاً جمعها طفلٌ في "قجّته" ومئة ألف هي كلّ ما يملك رجلٌ في جيبه. أغنياء البلد وناهبوه وحراميّته الذين بلغوا مناصب السلطة على أكتاف "المعتّرين" غابوا عن السمع وعن التبرّع. مثلهم أيضاً الفنّانون الذين لا يبرعون إلا بالكلام والتغريد، شرط عدم الاقتراب من الجيب.

وأملٌ بأنّ لبنان يبقى، مهما انحدر ومهما فَقَدَ من قيم، مختلفاً عن محيطه. قد تجد في بلدٍ آخر من يتبرّع بمئة مليون دولار، ولكنّك لن تجد من يتبرّع بعشرة آلاف ليرة قد لا يجد بعدها رغيف خبزٍ ليسدّ به جوعه.