Advertise here

المختارة في الذكرى الـ43 لاغتيال «المعلّم» تستذكر طلقات الغدر بلا تجمّعات

16 آذار 2020 22:45:00 - آخر تحديث: 04 أيلول 2020 12:41:10

للمرة الأولى منذ 43 عاماً، لم يتم إحياء ذكرى اغتيال المعلّم كمال جنبلاط ولم يتم وضع وردة حمراء على ضريحه في المختارة بعد قرار رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط بإلغاء هذه المناسبة حفاظاً على السلامة العامة في ظل تفشّي وباء كورونا وتماشياً مع حظر الاجتماعات والتجمّعات الشعبية.

غير أن هذه الذكرى حضرت في المواقف وعلى صفحات مواقع التواصل الاجتماعي التي عبّر ناشطون فيها عن علاقة الوفاء التي تربطهم بالمختارة وعدم تعب الشرفاء من السير على نهجها، وإستحضر البعض قصيدة «جبل الباروك» التي نظمها الشاعر شوقي بزيع في أربعين الشهيد وأنشدها لاحقاً الفنان مارسيل خليفة ومما جاء في كلماتها «كأنما جبل الباروك أذهله أن تنحني، فمشى في يومك الشجر والأَرْزُ أفْـلَتَ من حرّاسه ومشى وفي ثـنـايـاه من جـرح الردى خـدرُ ، أظنّها طـلقـات الغـدر حين هـوت تـكـاد لو أبصـرت عيـنـيك تعـتـذر».

وتحت شعار «سيبقى كمال جنبلاط فينا وينتصر» الذي رفعه وليد جنبلاط في الذكرى مكمّلاً فلسفة والده الشهيرة «إن الحياة انتصار للأقوياء في نفوسهم لا للضعفاء»، يواجه الحزب الاشتراكي التحديات تلو التحديات ويصمد في أقسى الظروف بعدما إجتاز إختبار الانتخابات النيابية وفق قانون نسبي وصوت تفضيلي قزّم كتلته نسبياً ، لكنه لم يلغها بل حافظ على نفوذ واضح في قضاءي الشوف وعاليه بالتحالف مع القوات اللبنانية وتيار المستقبل.كما إجتاز الحزب التحدّي الاكبر المتمثّل بالعلاقة المتوترة مع رئيس الجمهورية العماد ميشال عون وتياره الذي يتهمه قياديون اشتراكيون بتقوية خصومه في الجبل وبـ»نبش القبور» من حين الى آخر والاساءة الى المصالحة التاريخية في الجبل.

اما الانتظار على ضفة النهر، فهو قائم على الدوام في المختارة التي تراقب سير التطورات العسكرية في سوريا وتأثيرها على النظام السوري الذي «اغتال كمال جنبلاط» في 16 آذار 1977 على طريق بعقلين دير دوريت لإحداث فتنة درزية – مسيحية في الجبل، فدخل النظام – بحسب قول وليد جنبلاط – الى لبنان على دم كمال جنبلاط وخرج على دم رفيق الحريري»، من هنا جاءت إشارة الرئيس سعد الحريري في تغريدته الى «التلاحم التاريخي مع دارة المختارة». فعلى الرغم من الطلعات والنزلات بين الحريري وجنبلاط إلا أن وقوف الزعيم وليد جنبلاط الى جانب الحريري بعد استشهاد الحريري الاب يبقى حاضراً في ذاكرة بيت الوسط وهو الذي أدى الى انتفاضة الاستقلال في 14 آذار . ولم يشأ الحريري تفويت المناسبة من دون التأكيد أن «كمال جنبلاط علمٌ من أعلام السياسة والوطنية والفكر الحر وننحني لذكرى اغتياله ونؤكد على التلاحم التاريخي مع الحزب التقدمي الاشتراكي».

وفي انتظار تخطّي اولوية مواجهة وباء كورونا، لم يشأ وليد جنبلاط في ذكرى اغتيال والده الدخول في سجال سياسي مع أي طرف ولاسيما العهد. ففي لقاء عبر الهاتف مع الجالية اللبنانية في الولايات المتحدة الامريكية سئل عن موضوع تقصير ولاية رئاسة الجمهورية إلى أربع سنوات، فقال «لن أدخل في مطالبة بإقالة الرئيس»، مضيفاً «في الوقت الحاضر عملي هو مواجهة الوباء، وفي هذه الذكرى اليوم حيث واجهنا تحديات وانتصرنا في الماضي، آمل أن نقدر مع المجتمع الدولي مع الدول التي ناضلت من أجل محاربة الوباء مع المختبرات العلمية أن تطل الإنسانية والعلم مجدداً من أجل وقف هذا السقوط إلى الهاوية، فهذه هي الأولويات».

لكن جنبلاط ذكّر كيف أن حزبه «أسقط سلمياً الرئيس بشارة الخوري، وكيف ثار ضد حلف بغداد في الـ58، وكيف أرسى وساعد في إنشاء الدولة الحديثة مع فؤاد شهاب، وكيف ناضل واستشهد إلى جانب الشعب الفلسطيني، وأسقط اتفاق السابع عشر من أيار، وقدّم آلاف الشهداء من أجل عروبة لبنان»، وقال «هذا هو الحزب الذي واجه الدخول السوري عام 1976 إلى لبنان، ودفع الثمن الأكبر بإغتيال كمال جنبلاط، وهو الحزب الذي رفض حرب المخيمات، وهو الحزب الذي حتى في أيام الوصاية عاند وفرض شروطه، وهو الحزب الذي قاد حركة الاستقلال بعيد اغتيال الرئيس رفيق الحريري»، ليخلص الى القول «هذه هي بعض المحطات للتذكير بأن الحزب موجود رغم كل الادعاءات والأكاذيب والحقد، والله يسامحن جماعة « كلن يعني كلن»، في اشارة ضمنية الى بعض الشعارات التي رفعها مندسّون بعد انتفاضة 17 تشرين. وهكذا بعد 43 سنة على الحادثة الاليمة، وبعد سلسلة من المحطات والتحديات لم تُقفَل ابواب المختارة بل تبقى عريناً للزعامة في الجبل وعلى صعيد الوطن ، وتبقى محافظة على جرأة في المواقف وحاضنة للحريات والثورات ومسيرة العيش المشترك من الكمال الى الوليد وصولاً الى تيمور المؤتمن على الدور التاريخي للدار.