Advertise here

يبقى الحاضرُ بعظمته

16 آذار 2020 21:09:00 - آخر تحديث: 16 آذار 2020 21:13:55

16 آذار ذاك اليوم الذي أراده أصحاب السجون الكبيرة، والعقول العقيمة، والنفوس الضعيفة، يوماً يُنهي ذكراكَ وأنفاسك، وذاتك من الوجود. ذاك اليوم الذي أضحى، بالفعل، يوماً حزيناً لفّ بغياب جسدكَ لبنان والعالم العربي بوشاحٍ أسودٍ عجزت أمامه الكلمات، وما لبث أن أشاحَ بظلّه ظلاماً في عيون الحاقدين المتآمرين والمنفّذين، حتى بلغ حدود إغفال البصر والبصيرة عن حقيقةٍ تأكّدت، وتتأكّدُ يوماً بعد يوم، وشهراً بعد شهر، وسنةً تلو السنة. حقيقةٌ تتجلى في أنّ هذا الرجل العظيم، والقائد الكبير، والمعلّم، لا يًمكن لرصاصات الغدر تلك، الممتلئة بالحقد والرجعية، أن تغيّب ملهِماً ومارداً مليئاً بالحكمة والتقدمية، إلّا في صورة اللحم والدم. 

بل يبقى هو الحاضرُ أبداً بعظمته وروحه ونضاله، والذي يتقمّصُ بأفكاره ونهجه، برفاقه ومحبّيه، والوطنيين جميعاً. فحقاً إنه لم يمت! 

وبالرغم من كل هذه السنين التي تفصلنا عنك يا معلّم يبقى صوتك الأعلى، ونهجُك الأصدق في كل الساحات. ذاك الصوت الذي يصرخ لتحقيق الدولة الإنسانية، دولة العدالة الاجتماعية، ودولة اللا- طائفية، دولةُ "المواطن الحرّ والشعب السعيد". كما ويبقى الحنين لفترات نضالك الكبيرة، من ثوراتٍ حقيقيةٍ، وأسماها رفعُ راية القضية الفلسطينية بحقٍ في الساحات الدولية السلمية، والعسكرية القتالية، خلافاً لما يحصل اليومَ حيث باتت هذه الثورات والنضالات تُطلَق فقط للتباهي من على المنابر، وينتهي بها المطافُ حبراً على ورق.


إلّا أن أصدق الكلمات تبقى تلك التي أطلقها الرئيس في خطابه الذي ألقاه في ذكراك الأربعين، حين قال: "مهما بلغت التضحيات من أجل السلم تبقى رخيصةً مقابل مغامرة الحرب. لذا يا تيمور سِر رافع الرأس، حاملاً تراث جدّك الكبير، واشهِر كوفية فلسطين عالياً. كوفية دار المختارة. كوفية المصالحة. وعندما تحين الساعة، ادفنوا أمواتكم وانهضوا".

فهذا كان نهجك. هكذا كانت دارك التي بقيت خلال غيابك، وستبقى على الدوام.