Advertise here

جنبلاط استشرف خطر كورونا منذ اليوم الأول... وقبل بدء الاستعراض

16 آذار 2020 16:25:40

يُسجّل لوليد جنبلاط أن التاريخ ينصفه دوماً. والتاريخ هو أفضل المحاكم. قبيل وصول الحالة الأولى لفيروس كورونا إلى لبنان، أطلق جنبلاط صرخته إلى المعنيين بوجوب الحذر والتحضير لاتخاذ الإجراءات الكاملة منعاً لتفشيه وانتشاره. لم يسمع أحد صرخته، بعضهم من تعاطى معها باستهزاء والبعض الآخر تجاهلها، ومن هم غارقون في حقدهم اعتبروا أنه يأخذ موقفه لاستهداف الحكومة والمزايدة السياسية، ظناً منهم وهم غرقى في مزايداتهم الدائمة أن الجميع على شاكلتهم.

استكمل صرخته بإجراءات عملانية في بيروت وفي الجبل، ودعا إلى عدم تسييس هذه القضية لانها وباء عالمي وتهدد أمن اللبنانيين جميعاً، فلا حدود تقف أمامها ولا محجوبة عن أحد، فضّل الإقلاع عن الإنقسام السياسي للتعاطي مع الخطر المحدق الذي يتهدد المجتمع برمته. كان يدعو الدولة وأركانها إلى الإلتزام بواجباتهم والعمل بتعاضد لإنقاذ اللبنانيين من المرض واتخاذ الإجراءات اللازمة، لكنه يعمل في المقابل بصمت بدون اللجوء إلى الشعبويات التي يلجأ إليها الطارئون على الحياة السياسية.

بدأ بإجراءاته على صعيده الشخصي، ومع عائلته، وخلال اللقاءات التي أصبحت قليلة جداً إلتزاماً بالإجراءات. وبصمته المعتاد لأن من يعمل يكون الصمت صديقه وخليله، أجرى الإتصالات مع المعنيين في إدارات مختلفة، عارضاً تقديم مساعدات تقنية ولوجستية وفي كل المجالات لمكافحة الوباء، أرسل أجهزة التعقيم إلى عدد من الإدرات وكان همه الأول هو السجون خاصة أن السجناء في لبنان في عداد المنسيين، فأرسل أيضاً أجهزة للتعقيم وما يلزم للسجناء، وباشر بحملات التعقيم والوقاية في مختلف قرى الجبل والشوف، ولم ينس تقديم المساعدات للعديد من المستشفيات.

وفي الوقت الذي كان جنبلاط قد أنجز هذه المساعدات، كان السياسيون والمعنيون لا يزالون يتداولون في جنس الملائكة بدون الخروج بأي قرار حاسم منذ أسبوعين إلى اليوم، لتتدفق المواقف في الأيام الثلاثة الماضية، وبدأت بعض القوى والأحزاب تدعو إلى إعلان حالة الطوارئ، وتتظاهر في أنها تستعد لاتخاذ إجراءات لمساعدة اللبنانيين، بينما من يريد أن يعمل لا يفترض به أن يعلن عن ما يقوم به.

وبعد طول انظار واستعراضات في اللقاءات والمواقف، اتخذت الحكومة القرار الذي كان يتوجب عليها اتخاذه قبل فترة، أعلنت حالة التعبئة العامة وإقفال المؤسسات العامة والخاصة باستثناء المرافق الضرورية.