Advertise here

في ذكرى استشهاد المعلم

16 آذار 2020 15:41:06

"‏هي مهمة القائد الحقيقي الذي ينشئه القدر، فيحتويه هو بدوره ويتسم شخصه بهذا الجاذب السحري الذي ? تحليل مادياً يوفيه كأن يحيطه ا?بداع بهالة من النور الخفي وبقوس قزح غمامة ا?نتصار على التقليد وعلى الماضي..." (كمال جنبلاط) . 

إنه القائد والمعلم والملهم، الحديث عنه أمر صعب، فماذا عسانا  نقول عن المفكر والقائد والسياسي والزاهد والفيلسوف والمتصوف في زمن نحن بأشد الحاجة إلى وجوده بيننا لصلابة مواقفه وصوابيتها، بأشد الحاجة إلى مبادئه وتعاليمه ورؤيته وأفكاره. نفتقد المعلم اليوم قائدا وطنيا وزعيماً عربياً في زمن الأزمات والصفقات والفساد والانحدار. نفتقده قامة وطنية عابرة للطوائف جسدت بنضالاتها ونهجها وإيمانها بالحرية والعدالة والديمقراطية قدوة لكل ثائر حر على امتداد الوطن بل العالم. 

لقد أسس كمال جنبلاط الحركة الوطنية و أطلق برنامجها المرحلي للإصلاح السياسي في لبنان مركزا على تغيير النظام السياسي ووضع دستور ديمقراطي فعلا. كما قال ينبغي إلغاء الطائفية السياسية واعتماد التمثيل النسبي ووضع نظام اقتصادي واجتماعي يزيل الفروقات بين اللبنانيين. ناضل المعلم لتكريس عروبة لبنان، وحريته وديمقراطيته، ‎ولم ينسَ القضية الفلسطينية التي ظلّ يدافع عنها حتى الرمق الأخير، فهو القائل: "انطلاقاً من وحدة المصير والكفاح يتعزز الادراك المشترك بأن الثورة الفلسطينية ليست، ولا يمكن ان تكون قضية الشعب الفلسطيني وحده، بل ان الثورة الفلسطينية هي جزء لا يتجزأ من حركة التحرر العربي." 

كمال جنبلاط  لم يمت، فهو خالد في وجدان كل ثائر متعطش للحرية ويناضل من أجل عيش كريم، كيف لا و مبادئه وتعاليمه وأقواله تجسدت في كل مطلب نردده اليوم، كيف لا ولبنان الذي نسعى إليه هو الوطن ذاته الذي أراده المعلم خارج السجن العربي  الكبير. ثلاثة وأربعون عاما مروا، وما من شيء تغير، لا زال البعض يحاول زج لبنان في أقبية مظلمة ولا زال البعض يكبل الحريات و يبدّي المصالح الشخصية الضيقة وكأننا لم نتقدم قيد أنملة. ثلاثة واربعون عاما مروا على الرحيل، حين روت دماء الشهادة ورود آذار وها نحن اليوم نجدد الوفاء ونعاهدك الصمود والبقاء. معلمي بعد ثلاثة وأربعين عاما على الرحيل، ستبقى فينا وتنتصر وستبقى تعاليمك لواءًا نحمله إلى حين تحقيق مطالبك من أجل مواطن حر وشعب سعيد.