Advertise here

في آذار...

16 آذار 2020 14:04:27

في آذار جريمةٌ
للفكرِ والقلمِ
وللرجالِ الأخيار.
جريمةٌ للإنسانية جمعاء
في آذار جريمةٌ
ارتُكبت بوضح النهار
 ***
بِطَريقٍ تدور حول قمرٍ دار
بشعاعٍ فضيٍ ينثرُ قصصاً
يكتب للتاريخ أسرار
وعلى لسانه كلامٌ منذ كان
العثمانيُّ محتلاً الدار 
من فخر الدين للكمال 
غدرٌ  قتلٌ وإجرام 

***

ألا تخجلوا من نفوسكم
بزهقِ أرواحٍ ذنبُها
أرادت الانعتاق من
الكيدِ، الظلمِ، والاستعمار
ما تقولوا...
ما تقولوا  عندما
تلتقوا الباري الخالق 
الإله القهّار
يا ويلكم من العار 

***
شعلةٌ أردتم لها الاندثار
فكانت لفكرِنا ومضةٌ 
ونبتةٌ غرَسَها الكبار  
في قلوبِ وفكر الصغار

قامةٌ هوت برصاص آذار
براعمه تفتّحت فوق غصن
زيتون، والرأس 
يعتمره شاشٌ أبيض
وإكليلٌ من الغار 

***

يا ترى... 
تلك الرصاصات 
لو قُدّر لها النُطقَ والكلام 
وإن كان لها فمٌ ولسان 
ما حكتْ وثرثرت؟!!
 وتمتمتْ؟!!
ما رتّلته من أشعار
على مذابحِ هدرِ
فكر ودم الأحرار؟ 

***

ما تقولُ، وما تقصُّ لنا
عن تلك الحكاية 
في ذاك النهار 

***

هل تلك الرصاصات 
من مخزنِ عدوٍ غدّار؟
الذي تلعنوه منذ زمن 
بين الشفة واللسان 
ولغاية الآن، لم تحرّروا
شبراً، وهل أتيتم بغصنِ 
زيتونٍ وليمونةٍ 
من تلكَ الديار 

***

لي كامل الاطمئنان 
أنّ تلك الطلقات 
لو عَرَفت قاتلها 
لكانت أوفر عقلاً 
وأرجحُ فكراً
مِنَ الذي أعطى الأمر
بإطلاق النار

***

هي حتماً  لو عرفته
لغيّرت المسار 
لكنّها لعبةُ الأقدار...

***

من آذارٍ لآذار 
يصرخ 
كلّ مَن هو تحت التراب
معولُنا لقبوركم حفّار 
وريشتُنا تكتبُ 
الله حق 
وترسم نعشكم 
لتنقلب، وتصبح 
فيهِ أول  مِسمار

***

يا آذار إن زرتُ
أو لم أزُر تلك الدار 
فَلَها في قلوبنا، كما لأهلنا
ألمُ الموت القهّار 
مجبولٌ
بعزّ الكبرياء، النبلِ، والافتخار...

***

فلتبقَ ذكراكَ تقضُّ
مضاجع الأشرار.