في آذار جريمةٌ
للفكرِ والقلمِ
وللرجالِ الأخيار.
جريمةٌ للإنسانية جمعاء
في آذار جريمةٌ
ارتُكبت بوضح النهار
***
بِطَريقٍ تدور حول قمرٍ دار
بشعاعٍ فضيٍ ينثرُ قصصاً
يكتب للتاريخ أسرار
وعلى لسانه كلامٌ منذ كان
العثمانيُّ محتلاً الدار
من فخر الدين للكمال
غدرٌ قتلٌ وإجرام
***
ألا تخجلوا من نفوسكم
بزهقِ أرواحٍ ذنبُها
أرادت الانعتاق من
الكيدِ، الظلمِ، والاستعمار
ما تقولوا...
ما تقولوا عندما
تلتقوا الباري الخالق
الإله القهّار
يا ويلكم من العار
***
شعلةٌ أردتم لها الاندثار
فكانت لفكرِنا ومضةٌ
ونبتةٌ غرَسَها الكبار
في قلوبِ وفكر الصغار
قامةٌ هوت برصاص آذار
براعمه تفتّحت فوق غصن
زيتون، والرأس
يعتمره شاشٌ أبيض
وإكليلٌ من الغار
***
يا ترى...
تلك الرصاصات
لو قُدّر لها النُطقَ والكلام
وإن كان لها فمٌ ولسان
ما حكتْ وثرثرت؟!!
وتمتمتْ؟!!
ما رتّلته من أشعار
على مذابحِ هدرِ
فكر ودم الأحرار؟
***
ما تقولُ، وما تقصُّ لنا
عن تلك الحكاية
في ذاك النهار
***
هل تلك الرصاصات
من مخزنِ عدوٍ غدّار؟
الذي تلعنوه منذ زمن
بين الشفة واللسان
ولغاية الآن، لم تحرّروا
شبراً، وهل أتيتم بغصنِ
زيتونٍ وليمونةٍ
من تلكَ الديار
***
لي كامل الاطمئنان
أنّ تلك الطلقات
لو عَرَفت قاتلها
لكانت أوفر عقلاً
وأرجحُ فكراً
مِنَ الذي أعطى الأمر
بإطلاق النار
***
هي حتماً لو عرفته
لغيّرت المسار
لكنّها لعبةُ الأقدار...
***
من آذارٍ لآذار
يصرخ
كلّ مَن هو تحت التراب
معولُنا لقبوركم حفّار
وريشتُنا تكتبُ
الله حق
وترسم نعشكم
لتنقلب، وتصبح
فيهِ أول مِسمار
***
يا آذار إن زرتُ
أو لم أزُر تلك الدار
فَلَها في قلوبنا، كما لأهلنا
ألمُ الموت القهّار
مجبولٌ
بعزّ الكبرياء، النبلِ، والافتخار...
***
فلتبقَ ذكراكَ تقضُّ
مضاجع الأشرار.