Advertise here

مجلس الدفاع دعا للتعبئة العامة... وعون: حالة طوارئ صحية

15 آذار 2020 17:24:00 - آخر تحديث: 15 آذار 2020 17:40:37

دعا رئيس الجمهورية العماد ميشال عون، في كلمة وجهها الى اللبنانيين في مستهل الجلسة الاستثنائية لمجلس الوزراء في بعبدا، الى التضامن الوطني، ببعديه الإنساني والمجتمعي، وبطرق مبتكرة وجديدة، فجميعنا واحد أمام أي خطر يهدد سلامة حياة أي من اللبنانيين، وفي أية منطقة لبنانية".

وجاء في كلمة رئيس الجمهورية:

"أيها اللبنانيات واللبنانيون، أحبائي، إنها المرة الأولى منذ قرابة القرن ونيف، التي يواجه فيها لبنان وباء يعم العالم. إنه وباء كورونا، الذي صنفته منظمة الصحة العالمية منذ بضعة أيام وباء عالميا، وهو ينتقل بطرق شتى وقد يهدد الحياة، عابرا حدود الأنظمة والدول، ولم يتمكن العلم حتى الآن من ايجاد الوقاية او العلاج الناجع له. لهذا فإنه يتطلب اتخاذ أقصى درجات الوقاية والحماية للحد من سرعة انتشاره.

لأسابيع مضت، لم نتخلف مطلقا عن المواجهة، بتصميم، وإرادة ووعي، بشكل آني واستباقي. وقد تجندت مختلف القطاعات الصحية في لبنان، بمتابعة مباشرة من دولة رئيس مجلس الوزراء واللجنة الوزارية للوقاية من فيروس كورونا، وتم اتخاذ الإجراءات اللازمة كافة وبسرعة نموذجية، من أجل مواجهة مخاطر هذا الوباء، والحد من انتشاره في وطننا وبين مواطنينا. وقد كانت التدابير المتخذة وسرعة إنجازها على المستويين العام والخاص، وسط ظروف اقتصادية ومالية هي في غاية التعقيد، محط تقدير من قبل مرجعيات دولية، ولا سيما أن لبنان كان سباقا في اتخاذها بالمقارنة مع دول شقيقة وصديقة، عدد سكانها أكبر كما نسبة الإصابات فيها.

اليوم، وأمام سرعة انتشار هذا الوباء، وعدم القدرة العالمية والمحلية على احتوائه حتى الآن، وارتفاع عدد المصابين به، يجتمع مجلس الوزراء، بجلسته الاستثنائية هذه، لإقرار سلسلة من التدابير الاستثنائية والمؤقتة، التي سيتم الإعلان عنها في نهاية الجلسة، ولا سيما ان الحالة الراهنة تؤلف حالة طوارئ صحية تستدعي إعلان حالة تعبئة عامة في جميع المناطق اللبنانية.

أيها اللبنانيات واللبنانيون، إنها ساعة الحقيقة بالنسبة إلينا جميعا، وهي الأولى في تاريخنا المعاصر. فأمام صحة كل مواطن تسقط الاعتبارات السياسية الضيقة كافة. ليس الوقت مطلقا لتسجيل نقاط وتبادل الاتهامات، كما أنه ليس الأوان للاستثمار السياسي أيا كان. فهذا الوباء لا يميز بين موال او معارض، بين مطالب بحق أو لامبال.

إنها ساعة التضامن الوطني بالنسبة إلينا جميعا. وتضامننا هذا يجب ان نترجمه معا، ببعديه: الإنساني والمجتمعي، وبطرق مبتكرة وجديدة. فجميعنا واحد أمام أي خطر يهدد سلامة حياة أي من اللبنانيين، وفي أية منطقة لبنانية.

ومن جهتي، لن أتهاون مطلقا في سبيل تأمين الحماية اللازمة لأي مواطن ومقيم من هذا الوباء، والعلاج اللازم لأي مصاب به. وإني واثق أن مجلس الوزراء هو قلب واحد ويد واحدة الى جانب السلطات المعنية من أجل تحقيق هذه الغاية. وهذا الأمر من صلب مسؤولياتنا الوطنية نتحملها.

أيها اللبنانيات واللبنانيون، إني أشاطر قلق كل منكم على نفسه وأهله وأحبائه. لكن الخوف لم يكن يوما طريقنا كلبنانيين لمواجهة الأخطار. إن كلا منا مدعو، من موقعه، الى الالتزام بالوعي والتوجيهات الطبية المطلوبة أولا، التي تتولى مختلف الجهات الرسمية والطبية والإعلامية، نشرها وتعميم كيفية التقيد بها. كما إننا مدعوون الى أنبل وأرقى مظاهر الالتزام الإنساني ببعضنا البعض، مع التقيد بالمطلوب منا لتأمين أقوى درجات الحماية، فنبتعد عن الاختلاط، ونلتزم منازلنا.

ليست هذه الأيام الصعبة التي نجتازها، مهما طالت، سجنا ولا هي عقابا، كما انها ليست في الوقت عينه فرصة للتوقف عن دورة الحياة والاستسلام للفراغ. فكل منا مدعو ان يواصل عمله، من منزله، بالطريقة التي يراها مناسبة، فتستمر عجلة التحصيل للطالب، والعمل للعامل، وتبقى المؤسسات حية وفاعلة قدر المستطاع. فلنغتنم هذه الأيام، مهما طالت، لنؤكد اننا شعب واحد جدير بالحياة، وقادر على التغلب على صعابها.

أيها اللبنانيات واللبنانيون، إن لكم اخوة واشقاء وامهات وآباء تطوعوا للمساندة في عمليات المواجهة الطبية في مستشفياتنا. باسمكم جميعا أتوجه بتحية إكبار الى كل منهم، فهم القدوة في التفاني لسلامة الإنسان اللبناني وحياته.

وللجسم الطبي والتمريضي في مستشفياتنا الحكومية والخاصة، الذي هو الآن في الصفوف الأمامية من المواجهة، ومن أفراده من أصيب بهذا الوباء، تحية إجلال ودعوة للمضي قدما.

ولكل مصاب بهذا الوباء، الدعوة بالشفاء العاجل. وجميعنا ننحني مهابة أمام ذكرى من سقط ضحيته.

أيها اللبنانيات واللبنانيون، أحبائي، وحدتنا الوطنية كانت وتبقى مصدر قوتنا ودرع حمايتنا. بها حققنا منعتنا، واليوم ستدعم صلابتنا وستؤكد غلبتنا على هذا الوباء، لكي نستعيد في أقرب وقت انتظام حياتنا المعتادة وعشق الحياة الذي يميزنا.

عشتم وعاش لبنان!".  

من جهته، قرر المجلس الأعلى للدفاع الذي انعقد عند الثانية والنصف من بعد ظهر اليوم في قصر بعبدا برئاسة رئيس الجمهورية العماد ميشال عون، رفع انهاء إلى مجلس الوزراء لمواجهة خطر فيروس كورونا، بالتعبئة العامة التي تنص عليها المادة 2 من المرسوم الاشتراعي رقم 102/1983 (الدفاع الوطني).

وحضر الاجتماع رئيس مجلس الوزراء حسان دياب، ووزراء المالية غازي وزني، والدفاع الوطني زينة عكر عدرة، والخارجية والمغتربين ناصيف حتي، والداخلية والبلديات محمد فهمي، والاقتصاد والتجارة راوول نعمة، والعدل ماري كلود نجم، والإعلام منال عبد الصمد، والصحة العامة حمد حسن، والأشغال العامة والنقل ميشال نجار.

كما حضر كل من قائد الجيش العماد جوزاف عون، المدير العام للأمن العام اللواء عباس ابراهيم، المدير العام لقوى الأمن الداخلي اللواء عماد عثمان، المدير العام لأمن الدولة اللواء طوني صليبا، الأمين العام للمجلس الأعلى للدفاع اللواء الركن محمود الأسمر، مدير المخابرات في الجيش العميد أنطوان منصور، رئيس فرع المعلومات في قوى الأمن الداخلي العميد خالد حمود، مساعد المدير العام لأمن الدولة العميد سمير سنان، مستشار وزارة الدفاع الوزير السابق ناجي البستاني وممثلة رئيس الحكومة للشؤون الصحية في اللجنة الوطنية لمكافحة فيروس كورونا الدكتورة بترا خوري.

وحضر الاجتماع كذلك المدير العام لرئاسة الجمهورية الدكتور أنطوان شقير، والمستشار الأمني والعسكري لرئيس الجمهورية العميد بولس مطر.

وبعد الاجتماع تلا اللواء الركن الأسمر البيان التالي:
"بدعوة من فخامة رئيس الجمهورية العماد ميشال عون عقد المجلس الاعلى للدفاع اجتماعا عند الساعة الرابعة عشر والنصف من بعد ظهر اليوم الأحد 15 آذار 2020، في القصر الجمهوري لمتابعة آخر التطورات والإجراءات للحد من انتشار فيروس كورونا، حضره دولة رئيس مجلس الوزراء ووزراء: المالية، والدفاع الوطني، والخارجية والمغتربين، والداخلية والبلديات، والاقتصاد والتجارة، والعدل والاعلام والاشغال العامة والنقل والصحة العامة. كما حضر الاجتماع، كل من: قائد الجيش، مدير عام رئاسة الجمهورية، مدير عام الأمن العام، مدير عام قوى الأمن الداخلي، مدير عام أمن الدولة، أمين عام المجلس الأعلى للدفاع، المستشار الأمني والعسكري لفخامة الرئيس، مدير المخابرات في الجيش، رئيس فرع المعلومات في قوى الامن الداخلي، مساعد مدير عام أمن الدولة، والوزير السابق مستشار وزارة الدفاع المحامي ناجي البستاني وممثلة رئيس الحكومة للشؤون الصحية في اللجنة الوطنية لمكافحة فيروس كورونا السيدة بترا خوري.

استهل فخامة الرئيس الاجتماع بعرض سريع للإجراءات والتدابير الواجب أخذها بعين الاعتبار في إطار الوقاية من فيروس كورونا، بحيث اعتبر فخامة الرئيس ان الحالة أصبحت تؤلف حالة طوارئ صحية تستدعي اتخاذ الإجراءات التي تنص عليها المادة 2 من المرسوم الاشتراعي رقم 102/1983 (الدفاع الوطني) المعمول به والمتمثلة بالتعبئة العامة.

ثم عرض دولة رئيس مجلس الوزراء الإجراءات التي يجب اتخاذها وتنفيذها، وقد شدد على ان الوضع القائم اصبح يستدعي خطوات اكثر شمولية.

كما عرض وزير الصحة العامة الوضع من الناحية الاستشفائية والصحية، وطرح اهمية وضرورة متابعة الموضوع من جوانبه كافة.

ثم عرض رؤساء الاجهزة العسكرية والامنية المعطيات المتوفرة لديهم حول هذا الوباء وسبل التعاطي معها.

وبعد المداولة في الخطر الداهم المتمثل بوباء كورونا الذي أضحى هاجسا حياتيا في جميع أقطار العالم، والاستماع الى ما عرضه الوزراء المتخصصون بشأن المرحلة التي وصل اليها هذا الوباء في لبنان، قرر المجلس الأعلى للدفاع رفع انهاء الى مقام مجلس الوزراء لمواجهة هذا الخطر بالتعبئة العامة التي تنص عليها المادة 2 من المرسوم الاشتراعي رقم 102/1983 (الدفاع الوطني) مع ما تستلزمه من خطط وايضا احكام خاصة تناولتها هذه المادة بالإضافة الى التدابير والاجراءات التي سبق واتخذها مجلس الوزراء في اجتماعاته السابقة.

وطلب في نهاية الاجتماع الى الادارات العامة والأجهزة العسكرية والأمنية متابعة الأوضاع الميدانية ورفعها الى المراجع المختصة لكي يبنى على الشيء مقتضاه".