Advertise here

في ذكرى استشهادك: "لن يستطيعوا تغييب الشمس"

15 آذار 2020 12:03:46

السادس عشر من آذار ليس مجرد يومٍ عابرٍ كغيره من أيام السنة، بل هو تاريخٌ ارتبط بالشهادة، وتعمّدَ بالدماء الطاهرة الزكية.

تاريخٌ أراده عبدَةُ الجهل والعبودية نهايةً لحلمٍ عروبي ديموقراطي لطالما راود الكثيرين، وزوالاً لمشروعٍ إصلاحيٍ علمانيٍ ما زال يدغدغ طموحات عشّاق الحرية والكرامة، ويتصدّر يافطات الثوار والطامحين إلى التغيير، فإذا بالسحر ينقلب على الساحر، وأضحى السادس عشر من آذار ذكرى خلودٍ لمفكرٍ انتهج الفلسفة والأدب والشعر، ف?ستحق عن جدارةٍ لقب "معلم"، وخاضَ غمار السياسة، "أشرف الآداب"، بشرفٍ وتجرّدٍ في الحكم، فكان السياسي القائد، ودافعَ بضراوةٍ عن حقوق العمال والفقراء والمهمّشين، فلُقّب ب "أبا المساكين".

بعد 43 عاماً على استشهادك معلّمنا، ولسان حالنا يقول "ما أحوجنا إليك اليوم أكثر من ذي قبل"، في زمنٍ طغى الفجورُ فيه على لغة العقل والمنطق، وتعملق فيه أقزام السياسة والطارئون، ينفثون أحقادهم في كل مكان للتعمية عن فشلهم، وسوء إدارتهم للبلاد، وبات المواطنُ تائهاً لا يعرف للخلاص سبيلاً بعد أن أحاطت به المصائب من كل حدبٍ وصوب.

في ذكرى استشهادك نقرُّ ونعترف بأنه لا بدّ لنا من الغوص عميقاً في أغوار فكرك المتقِد، والعودة إلى تعاليمكَ ومبادئكَ التي شكّلت ميثاق الحزب التقدمي الإشتراكي، وإلى تطبيق برنامجك الإصلاحي؛ ولا بدّ لنا من الالتصاق بالناس، وبهموم الناس، أكثر من ذي قبل، علّنا بذلك نحقّق اشتراكيتنا الإنسانية، ونستحق بجدارة تسمية "اشتراكيين تقدّميين".

معلّمي، إنّ طلقات الغدر استطاعت أن تغيّبك جسداً، ولكنّها عجزت عن تغييبك فكراً وروحاً، فإذا بك تتحول إلى شمسٍ أنارت، وتنير، دروب الأجيال المتلاحقة ليل نهار، وتبعث الأمل في النفوس التوّاقة إلى الحرية، فهل سيستطيعون تغييب الشمس؟