Advertise here

تقاطعات جنبلاط وملاحظاته... و''سيدر'' يشترط ''الصندوق''

14 آذار 2020 10:43:00 - آخر تحديث: 08 أيلول 2020 12:02:46

كلما تأخر الوقت، تفشى المرض في الجسم الاقتصادي اللبناني العليل وتعاظمت الحاجة إلى ترياق "صندوق النقد الدولي"، وهذا ما يشكل هاجساً أساسياً لدى رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط، تماماً كما اهتمامه بالتصدي لتداعيات تفشي فيروس "الكورونا" وإكبابه على اتخاذ خطوات تنفيذية على خط تعقيم قرى الجبل وإسداء النصائح التوعوية إلى السكان، بما فيها الامتناع عن المشاركة الجماعية في شرب نبتة "المتي"، الضيافة الجبلية الشهيرة. ولا يغيب عن عادات جنبلاط إضفاء قالب تجميلي ينتقي فيه صوراً فنية تترافق وتغريداته في الشؤون السياسية والاقتصادية كما الصحية. ولفت في هذا الصدد، موقف متقدم، أكد فيه الحق بطلب مساعدة صندوق النقد الدولي مرفقاً ببرنامج إصلاح جدي، والمطالبة بمساعدات للشعب اللبناني واللاجئين كأبسط قاعدة للحماية. ويرى الحزب التقدمي أن الخطوة الأولى تكمن في التفاوض مع "الصندوق" عبر الحكومة اللبنانية، باعتبار أن كل المنافذ الأخرى مققلة، ولا خيار أو أبواب مفتوحة أمام البلاد سوى الاحتكام إلى "الصندوق".

وفي المعلومات، لمست أوساط لبنانية على تقاطع مع السلطات الفرنسية تأكيداً باريسياً يحض لبنان على ضرورة التعامل مع صندوق النقد، مع الاشارة إلى أن أي إفراج للمجتمع الدولي عن أموال "سيدر" باتت مسألة مرتبطة باللجوء إلى "الصندوق" أولاً. وتعكس هذه الأجواء عدم ثقة المجتمع الدولي بالتجارب اللبنانية الفاشلة في مجال الإصلاح، وخصوصاً في ملف الكهرباء.

في غضون ذلك، تناقلت أخبار عن استعداد روسيا تقديم هبات مالية وودائع مصرفية لمساعدة لبنان في محنته الاقتصادية. لم يتوافر أي معطى دقيق في هذا الخصوص من شأنه تأكيد أي حراك روسي مالي تجاه لبنان. وقوبل الترويج لاعتزام موسكو ضخ وديعة مالية في المصرف المركزي بالنفي في مرحلة سابقة. وتفيد المعلومات المستقاة في هذا الاتجاه، أن جنبلاط نصح السفير الروسي ألكسندر زاسبيكين في لقاء جمعهما بتعزيز الحضور الروسي لبنانياً وحضه على تقديم بلاده وديعة مالية في مصرف لبنان، وبحث معه مجموعة أفكار تساهم في تعزيز التعاون بين الكرملين وبيروت، منها، مثلاً، منح الامتياز لروسيا في مصفاة طرابلس. وتشير المعطيات الى أن الرد في شأن المساهمات المالية أتى على قاعدة أن موسكو تدرس خياراتها في هذا الموضوع. وعليه، لم يبادر الروس إلى الإجابة بنعم أو لا. وتقاطعت معلومات أن موضوع الودائع غير مطروح.

لا يغيب البحث في سبل الإنقاذ الاقتصادي، عن أجندة الاهتمامات الجنبلاطية أينما حل. ويحرص رئيس التقدمي على إبقاء خطوط التواصل مفتوحة مع بكركي في شتى المنعطفات والمحطات. ويعتبر جنبلاط أن التشاور مع الصرح البطريركي أكثر من ضروري على المستويات كافة في ظل مرحلة صعبة تشهدها البلاد. وحلّت زيارة مستشار رئيس التقدمي رامي الريس إلى بكركي قبل أيام، لتؤكد المؤكد على علاقة وطيدة، كانت بلغت مجدها مع البطريركية المارونية عبر مصالحة الجبل عام 2001 برعاية البطريرك التاريخي مار نصرالله بطرس صفير، ودام عزها مع افتتاح كنيسة سيدة الدر في المختارة عام 2016 في يوم وطني كلله حضور البطريرك مار بشارة بطرس الراعي وشاركت فيه كل تلاوين الساحة السياسية. وشرح الموفد وجهة نظر الحزب التقدمي ورؤية جنبلاط من القضايا الاقتصادية واقتراحات المعالجة المطروحة على طاولة البحث للخروج من الأزمة. ولمس الوفد أن رؤية الراعي ليست ببعيدة عن الطروح الجنبلاطية في النظرة إلى المخارج الاقتصادية، وهو لم يبد تحفظاً في الشق المتعلق بضرورة الاحتكام إلى صندوق النقد الدولي، إذا ما كانت خطوة مساعدة في التوصل إلى حلول جذرية.