يبدو أن التفكير الإسرائيلي وصل إلى مراحل متقدمة تتخطى الحاضر المأزوم في الشرق الأوسط، وبدأ يخطط لمستقبل يناسب مصالح هذا الكيان وأطماعه، ولكن هذه المرة ليس بقوة السلاح، إنما بقوة المال والاقتصاد والتغلغل في بعض الدول العربية التي بدأت تشرّع أبوابها لها.
وقد استغل وزير النقل الإسرائيلي يسرائيل كاتس مشاركته في مؤتمر النقل الدولي الذي أقيم في العاصمة العمانية، مسقط، ليطرح على دول الخليج وعدد من الدول العربية، مشروع سكك حديد، يربط دول الخليج بإسرائيل مروراً بالأردن والسعودية، مطلقاً عليه اسم “سكة حديد السلام”.
وتشير التقارير التي تحدثت عن هذا المشروع إلى أن هذه الفكرة تلقى دعماً من إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب، الذي يسعى إلى تعزيز علاقات إسرائيل مع محيطها، بهدف تمرير “صفقة القرن”.
وتهدف إسرائيل من خلال هذا المشروع إلى الاستفادة من ثروات الخليج الاقتصادية والمالية، على أن تمرر مشاريعها السياسية الكبرى على هامش الاستثمارات الاقتصادية. إلا أن عوائق عدة لا تزال موجودة أمام هذا المشروع، وتبدأ بأن لا علاقات بين إسرائيل وبعض دول الخليج، الأمر الذي يبقى مانعاً لانطلاق هذا القطار الذي تريده إسرائيل ممراً للكثير من أطماعها بهذا الشرق.
وعلى المستوى اللبناني، لا بد من مراقبة هذا الحلم الإسرائيلي بالكثير من الحذر والترقب، لا بل إطلاق لوبي ضاغط لمنع تحقيقه، لأن انطلاق سكة حديد تربط البحر المتوسط بالخليج عبر الأراضي المحتلة يعني إلغاء لبنان كبوابة للشرق وكمحطة ترانزيت أساسية في البحر المتوسط، الأمر الذي لا يجب أن يعطيه المسؤولون في لبنان اهتماماً خاصّاً… إذا كان لديهم وقت للتفكير بهكذا مسألة.
