Advertise here

الشعب بين عنابر الموت والانهيار الاقتصادي

04 آذار 2020 15:04:09

جهابذة هذا الزمان. المفكرون الملهمون. عباقرة في علم التطوير والتنظير. تليق بهم كل الأسماء إلّا التي اختاروها لتيارهم ولحزبهم حيث سقطت سهواً من كتاب الوطن، وأفرغت عن غير قصد من معانيها ومضامينها، فوقعوا ضحية العنوان العريض الجذّاب الرنّان، والمضمون ضائعٌ بين السطور الفارغة لا يُقرأ نظرياً ولا يُطبّق عملياً.

تكنّوا بالوطنية، فأسقطوا الكيان في لعبة المحاور. أطلقوا شعار الإصلاح والتغيير، ومارسوا التخريب والتفقير. أطلقوا العهد القوي فنقضوا عهدهم، وأسقطوا ما وعدوا به. غيّروا كل شيء إلّا ما بأنفسهم من الضغينة، والحقد، والفئوية، فوقعوا في شرّ أعمالهم، ففقدوا الشعب وشرعية الحكم.

سقطوا في دوامة الضياع، وفي متاهة الركود السياسي والانهيار الاقتصادي وهم غير مبالين. 

طبّلوا وزمّروا وتجمهروا، واستعرضوا احتفالاً بالنفط وهو ما زال في مرحلة البحث والتنقيب. وفي ذات الوقت فتحوا عنابر الموت للكورونا ليسرح متنقلاً بحريةٍ بين أطياف الشعب اللبناني، وخطة المعالجة عجزٌ وتقصير، وتبشير بالموت الآتي.

أما على صعيد استحقاق سندات "اليوروبوند"، فما زالوا يدرسون، وبطرق معالجتها يفكرون، لربما يبتكرون حلاً لم يتوصّل إليه أرباب الاقتصاد والقانون، ولمَ العجلة؟؟ الخزينة مليئةٌ، واسم لبنان في مؤسّسات التصنيف لا يهتز، وكل ديوننا لا تشكّل جزءاً من إيراداتنا النفطية المقبلة، ولا ضرورة بالمطلق للاستعانة بخبراء من البنك الدولي الإمبريالي، التابع للشيطان الأكبر، فجهابذة العهد والحكومة متصلون، وهم على كل شيء قادرون.

وفي المقلب الآخر نراهم ناشطين في محاولة علاج الملفات التي يعتبرونها تشكل خطراً داهماً على البلد، فملف وزارة المهجرين من أولوياتهم، والمزايدة، والمناكفة، والتحريض. وملف النازحين السوريين يفتح شهيّتهم  على الإنجازات الدعائية بتصويرهم عدداً من الباصات العائدة، والتنسيق مع النظام البعثي يقوي عزيمتهم، ويفتح شهيّتهم على الأنظمة الديمقراطية التي تسود فيها العدالة الاجتماعية، والقيَم الإنسانية .

بين عنابر الموت المفتوحة، والانهيار الاقتصادي والجوع، وفي ظل العهد العاجز يبقى الدعاء أن يحفظ اللّه هذا الوطن وشعبه.

 

الآراء الواردة في هذه الصفحة لا تعبّر بالضرورة عن رأي جريدة الأنباء التي لا تتحمل مسؤولية ما تتضمنه.