تابعت صحيفة "واشنطن بوست" الأميركية قضية كانت كشفت عنها منذ أسابيع، تتعلّق بملف تجسّس عالمي، نفذته شركة "Crypto AG" التي تبيع أجهزة تشفير منذ انتهاء الحرب العالمية الثانية.
وأشارت الصحيفة إلى أنّ الحكومات في جميع أنحاء العالم كانت تثق، لأكثر من قرن، في هذه الشركة السويسرية التي استعانت بها بهدف الحفاظ على سرية اتصالات الجواسيس والجنود والديبلوماسيين. وأضافت الصحيفة أنّ الشركة جنت ملايين الدولارات من بيع المعدات إلى أكثر من 120 دولة، ومن بين هذه الدول إيران، ودول أميركا اللاتينية، وإيطاليا، والأردن، وإندونيسيا، وليبيا، والهند، وباكستان والفاتيكان. إلّا أنّ روسيا والصين لم تتعاملا معها. وفي اللائحة التي أُرفقت بالمقال والتي تبرز الدول التي تعاملت مع الشركة، يظهر لبنان، والكويت، وماليزيا، وعُمان، وغانا، والمكسيك، والبرتغال، والفيليبين، والسعودية، ورومانيا، وسوريا، والمغرب، وتركيا، وغيرها من الدول.
والمفاجأة التي فجّرتها الصحيفة تتمثّل في أنّ كل هذه الدول لم تكن تعلم أنّ وكالة الاستخبارات المركزية الأميركية "CIA" هي التي تملك شركة "Crypto AG" بشكل سريّ منذ العام 1970، بالتعاون مع المخابرات الألمانية، وبذلك تكون الشركة قد أخذت أسرار عملائها وأموالهم أيضاً.
والآن تساءلت الصحيفة عن الأسرار التي ستكشفها وكالة الاستخبارات عن الدول، وإذا ما كان المسؤولون الأميركيون يعرفون ماذا جرى من أحداث مهمّة في العالم والتي تمّ التنصّت عليها من حروب وانقلابات، وهجمات إرهابية، وكيفية تصرُّف صانعو السياسة الأميركية بناءً على المعلومات الاستخباراتية التي تم جمعها.
وكشفت الصحيفة أنّ الصفقة السرية التي أُبرمت بين بوريس هاجلين، مؤسّس ومالك Crypto AG، وويليام فريدمان، أحد رواد التشفير في الولايات المتحدة، أنشأت نظاماً في أوائل الخمسينيات سمح لوكالة الأمن القومي بالتدخل بالشركة.
وبحسب "واشنطن بوست"، فقد راقبت الشركة السويسرية محادثات السلام السرية التي جرت عام 1978 بين مصر وإسرائيل، بمشاركة الرئيس الأميركي جيمي كارتر في كامب ديفيد، إضافةً إلى أزمة الرهائن في السفارة الأميركية في طهران عام 1979، واطّلعت الشركة على أكثر من 19,000 رسالة مشفرة خلال الحرب العراقية - الإيرانية. وقد سمح التجسّس للوكالة الأميركية بتنفيذ مهام سريّة، ومتابعة أحداث في شيلي، والأرجنتين، وأورغواي، والبرازيل، وباراغواي وبوليفيا، وغيرها من الدول.
