Advertise here

متظاهرو العراق يتحدّون الكورونا.. وشكوك حول الأرقام المعلنة

02 آذار 2020 17:13:00 - آخر تحديث: 02 آذار 2020 17:14:56

تسبب كشف حالات إصابة بفيروس كورونا المستجدَ في العراق بتصاعد غضب المحتجين الذين يطالبون منذ خمسة أشهر بإصلاحات سياسية وتغيير الطبقة السياسية، إذ اعتبروه "دليلا إضافيا على عجز السلطات عن تقديم الخدمات العامة". 

وتم تسجيل 19 إصابة بفيروس كورونا المستجد في العراق هم إيراني أعيد الى بلاده، و18 عراقيا كلهم عائدون من إيران المجاورة حيث سجلت 54 وفاة وحوالى ألف إصابة.

في ما ينتقد المتظاهرون منذ أشهر أيضا "النفوذ الإيراني الواسع في بلادهم".

إجراءات المتظاهرين

أخذ المتظاهرون، المناهضون للحكومة في ساحات العاصمة التي تتواصل فيها الاعتصامات منذ تشرين الأول/أكتوبر وفي المناطق الجنوبية الساخنة، موضوع الصحة العامة على عاتقهم.

فيقوم شباب متطوعون بتوزيع منشورات وإلقاء محاضرات حول سبل الوقاية من فيروس كورونا، كما يوزعون أقنعة طبية مجانية بعدما ارتفعت أسعار الأقنعة أكثر من ثلاثة أضعاف في الأسواق المحلية.

وتحولت العيادات الميدانية التي كانت جهزت بالمعدات الطبية والأدوية منذ أشهر لعلاج المتظاهرين الذين يصابون بالرصاص وقنابل الغاز المسيل للدموع، الى مراكز لتوزيع سوائل التنظيف المطهرة والنصائح.

في ساحة التحرير في وسط العاصمة، كان متطوعون يرتدون بزات واقية يفحصون حرارة متظاهرين اصطفوا في طابور.

وينشر الناشطون على شبكات التواصل الاجتماعي صوراً ومقاطع فيديو "لكميات القمامة المنتشرة في محيط المستشفيات التي تعرضت للكثير من الإهمال بسبب عقود من النزاعات مر فيها العراق". 

كما تثير الأوضاع السيئة في الحمامات، خصوصا داخل المراكز الطبية والتي لا تتوفر فيها الشروط الصحية بالدرجة الأدنى، قلقًا كبيراً.

رغم ذلك، أعلن عضو لجنة الصحة النيابية حسن خلاتي أن "المستشفيات ومرافق الرعاية الصحية مجهزة بالكامل للتعامل مع تفشي المرض".

وبحسب أرقام حديثة لمنظمة الصحة العالمية، يوجد في العراق أقل من عشرة أطباء لكل عشرة آلاف مواطن.

الحدود مع إيران

تعتبر حصيلة الوفيات بسبب فيروس كورونا المستجد في إيران الأكبر خارج الصين التي تمثل مركز الوباء.

وتعد إيران ثاني أكبر بلد مصدر للعراق. فالعراق وجهة مقصودة من الزوار الإيرانيين الذين يتوافدون على مدار السنة إلى مدينتي النجف وكربلاء المقدستين. كما يتوجه العديد من العراقيين إلى إيران لأغراض السياحة والعلاج الطبي والدراسات الدينية.

وأقفل العراق حدوده مع إيران التي تمتد على مسافة مئات الكيلومترات، ومنع السفر منها وإليها.

شكوك حول الأرقام المعلنة

في مخيمات الاحتجاج ضد السلطة، حيث يتهم المتظاهرون "إيران بالتدخل في الشؤون الداخلية"،  تسود أيضا شكوك في الأرقام المعلنة حول الفيروس في كل من إيران والعراق.

ويتهم بعض المحتجين المسؤولين الإيرانيين بتعريض سلامة العراقيين للخطر "بسبب التستر على مستوى انتشار الوباء". 

المشاركة في الإحتجاجات

بعد إعلان السلطات العراقية إغلاق المدارس والجامعات ودور السينما والمقاهي والأماكن العامة الأخرى حتى السابع من اذار/مارس، من المتوقع ان تنخفض نسبة المشاركة في الاحتجاجات، خصوصا بعد أن قال المسؤولون إنهم سيفرضون قيودا على التجمعات الكبيرة. 

الجدير بالذكر، منع رجل الدين مقتدى الصدر، الذي كان داعما للاحتجاجات قبل أن يتخلى عن الحراك الشهر الماضي، الموالين له من التظاهر بسبب مخاوف من الفيروس. 

لكن الطلبة الذين يشكلون الجزء الأكبر من المحتجين في الشارع، استغلوا تعليق الدارسة ليعودوا إلى التظاهر. 
وشارك متظاهرون في بغداد ومدن جنوبية الأحد في احتجاجات كبيرة بهدف الضغط على الحكومة لتنفيذ إصلاحات سياسية. ووضع عدد منهم أقنعة واقية.

واستخدمت قوات الأمن الغاز المسيل للدموع والرصاص الحي والمطاطي وحتى الأسلحة الآلية لتفريق الاحتجاجات.

وقتل نحو 550 شخصا وأصيب 30 ألفا آخرين منذ الأول من تشرين الأول/أكتوبر معظمهم من المحتجين.

ويتوقع أن تستمر الأزمة السياسية مع اعتذار رئيس الوزراء المكلّف محمّد علاوي الليلة الماضية عن عدم تشكيل حكومة. ولدى رئيس الجمهورية برهم صالح مهلة 15 يومًا لاقتراح مرشّح لتشكيل حكومة جديدة.