Advertise here

المرض اللبناني العضال

29 شباط 2020 11:05:19

اذا كان الطب ومراكز الابحاث تجهد لايجاد اللقاحات والعقاقير لمواجهة الفيروسات المتفشية بين البشر، فمن يعمل على ايجاد علاج للفيروس اللبناني المستعصي علاجه، والذي تحول مع الوقت الى وباء يصعب التغلب عليه، والحد من انتشاره في الجسم اللبناني؟!
انه فيروس "الطائفية" المدمر والقاتل، الذي يتفشى في المجتمع اللبناني ويفتك بميزة التعددية فيه التي لطالما تغنى بها اللبنانيون، وكانت مثالا للعالم في تلاقي الثقافات الدينية، وفي ما بني عليها من فكرة حوار الحضارات.

كل الامراض والأوبئة يمكن الشفاء منها، الا المرض اللبناني العضال، فهو يزداد انتشارا في الجسد المتهالك، ولا من يكترث في البحث عن دواء يخلص البلد من خطره القاتل. 

مفكرون كبار أمثال انطون سعاده وكمال جنبلاط وميشال شيحا ومهدي عامل نظروا ودعوا الى معالجة هذه الظاهرة المرضية، واحزاب في لبنان قامت على الفكر العلماني، ومئات الدراسات وآلاف المقالات كتبت حول هذه الآفة المجتمعية، ولا زلنا نعاني منها الى اليوم.

ولعل المفارقة الكبرى هي في ان غالبية الشعب اللبناني تقرّ بأن كل ما يعاني منه البلد منذ عقود، مرده الى الطائفية السياسية المنتجة للازمات والفساد، ومع ذلك ترى هؤلاء يمارسون طقوس الطائفية السياسية في يومياتهم.

في 17 تشرين الاول 2019 انتفض مئات الالوف ورفعوا الشعارات المطالبة باسقاط الطبقة السياسية، وقلة منهم رفعت شعار الغاء الطائفية السياسية. إنه الوباء الذي لا شفاء منه. وطالما لن يشفى الوطن من آثاره المدمرة فلا أمل في تغيير، ولا أمل في علاج، ولا خوف من "كورونا".