Advertise here

أبو فاعور افتتح مكتب الضمان في راشيا: اللامركزية مفهوم تنموي لا تقسيمي كما يطرحه البعض

28 شباط 2020 20:03:00 - آخر تحديث: 28 شباط 2020 23:18:35

أكّد عضو اللقاء الديمقراطي، النائب وائل أبو فاعور، "إننا في أزمةٍ وطنيةٍ كبرى، وما كان ينقصنا إلّا "الكورونا" كي تزداد مصاعب هذا الوطن"، لافتاً إلى أن الأزمة الاقتصادية والأزمة الصحيّة تواجَهان بمزيدٍ من التضامن الوطني والوحدة الوطنية؛ معرباً عن اعتقاده أن اللّا- مركزية الإدارية التي سبق وطرحها الشهيد كمال جنبلاط في البرنامج المرحلي للحركة الوطنية، وتحدّث مطولاً عنها، هي التي نشهد فصلاً من فصولها اليوم، وهي ليست تمريناً نظرياً بل عملاً فعلياً على الأرض. واللّا- مركزية الإدارية هي مفهومٌ تنموي، وليست مفهوماً تقسيمياً كما يطرحه البعض.

كلام النائب أبو فاعور جاء خلال افتتاح "مكتب الضمان الاجتماعي في راشيا" بدعوةٍ من بلدية راشيا، وبحضور المدير الفنّي للضمان أسامة الزهيري، ممثلاً مدير عام الضمان الاجتماعي، محمد كركي، ورجال دين، ورؤساء أقسام في الضمان، ورؤساء بلديات ومخاتير، وفعاليات، وممثلي أحزاب، وقوى سياسية، وفعاليات اجتماعية، وثقافية، وصحيّة، وتربوية.

وتابع أبو فاعور: "إذا كنا في أزمة فلنتكاتف وطنياً، بدل أن يفكر كل مكوّنٍ في كيفية البحث عن خلاصهِ الخاص؛ فلا خلاص لأي مكوّنٍ في لبنان دون الخلاص الجماعي لكل المكوّنات اللبنانية. وأتمنّى أن لا نسمع المزيد من الآراء حول اللّا- مركزية الإدارية، ومنها اللّا- مركزية المالية، واللّا- مركزية الجغرافية، وغيرها من الأفكار المسمومة التي رأينا ما جرّت على البلاد قبل الحرب المشؤومة في العام 1975".
وتابع أبو فاعور: "مبروكٌ لراشيا، وأعِدُ بمزيدٍ من الإنجازات. وإذا كان قد وُوجِهَ وليد جنبلاط بما وُوجِهَ به من بعض الجحود والجاحدين، فإن ذلك لن يدفعه إلّا إلى مزيدٍ من العمل لأجل إنماء هذا المجتمع. وإذا كان البعض في لحظةٍ ما قد أُخذ ببعض الشعارات، فنحن ندعو الجميع، وتحديداً الأخوة الأصفياء الذين تعاطفوا، مثلما تعاطفنا نحن، مع الثورة في مطالبها المحقة، ونأمل أن يعود هذا البعض إلى عقله الوازن في مقاربة الأمور بعيداً عن التعمية والتعميم، وعن مَن يحاول أن يمتطي هذا الحراك لأجل غاياتٍ سياسية. وأنا أقول باسم وليد جنبلاط إن حقّ التظاهر محفوظٌ لكل من يريد أن يتحرك. نحن لا علاقة لنا، ولندع الناس يحكمون. ونعرف أن بعض المتظاهرين يحملون غاياتٍ سياسية، ويتحيّنون الفرصة ربما للانقضاض على الحزب التقدمي الاشتراكي. ورغم ذلك نقول إننا ندعم حق التظاهر، والأهم أن لا يحصل في هذه المنطقة أي سوء، أو خلاف، أو أي أمرٍ يسيء إلى سلمها وهدوئها. وآمل في وقتٍ قريب أن نلتقي في مستشفى راشيا الحكومي لكي نفتتح مركز تمييل القلب الذي أُنجز، وحتى اللحظة أنجز 19 عملية قلب، وافتتاح قسم العناية الفائقة الجديد الذي يحوي أربعة أسرّة؛ ونفتتح قسم جراحة العيون الذي حصل من خلال اتفاقٍ سابقٍ مع الدكتور سليمان أبو لطيف، وسوف يُشرف عليه ويتولى إجراء العمليات فيه، والذي أُنجز بالكامل. وآمل أن نلتقي لافتتاح مستشفى الفئة الثانية الذي أُنجز بناؤه، وبقي تجهيزه والذي سوف يستوعب حالات الغيبوبة، والعجز الدائم؛ ومركزاً طبياً، وكذلك افتتاح قسم الطوارىء الجديد بتمويلٍ مشكورٍ من دولة الكويت. ونأمل أن نلتقي وإياكم لإطلاق قسم الهندسة الزراعية في الجامعة اللبنانية في راشيا".

أبو فاعور توجّه بالشكر لمدير عام الضمان الاجتماعي محمد كركي، والمدير الفني أسامة الزهيري، ومدراء الأقسام، كما حيّا رئيس بلدية راشيا السابق، بسام دلال، على جهوده والرئيس الحالي للبلدية، صالح أبو منصور، وأعضاء المجلس البلدي، وكل من ساهم في هذا الإنجاز لمنطقة راشيا.
 
أبو صمصم
قدّمت اللقاء رئيسة لجنة المرأة والطفل في بلدية راشيا، فريال صعب، والتي نوّهت بهذا الإنجاز لراشيا، والذي يُضاف إلى سلسلة إنجازات إنمائية وخدماتية.

ثم تحدّث مدير مكتب الضمان في حاصبيا وراشيا، المفتش فادي أبو صمصم، فأشار إلى أهمية هذا الإنجاز في راشيا، والذي ما كان ليكون لولا تضافر الجهود والتعاون بين مدير عام الضمان، والنائب وائل أبو فاعور، ومدراء الأقسام والتنسيق، مع بلدية راشيا. واستعرض أبو صمصم الصعوبات التي واجهت الضمان الاجتماعي، وكيف تمّ تجاوزها مؤكداً أن مكتب راشيا سيكون إلى جانب أهل المنطقة بالتنسيق والتعاون مع مكتب زحلة، وأن العمل سيكون يوم الأربعاء من كل أسبوع بشكلٍ مؤقت ريثما يتم تعيين موظفين فيه، كما شرح آليات عمل المكتب لجهة تقديمه الخدمات لمنتسبي الضمان.
 
الزهيري
ثم تحدّث مدير قسم الضمان المركزي، أسامة الزهيري، فأكّد على أهمية الوقوف إلى جانب الناس ومتابعة قضاياهم، مؤكداً الوقوف إلى جانب مكتب الضمان في راشيا. 

وقال: "لا خوف على الضمان الاجتماعي، لأن هذه المؤسّسة تتعرض لهجومٍ شرس في هذه الأيام. ولا خوف على الضمان، ويهمّنا أن يكون لنا أوسع انتشار على امتداد الوطن. وهذا يحتاج إلى أشخاص من أمثال وائل أبو فاعور الذي يتابع، ويلاحق، أيّ موضوع يهم أي منطقة، فكيف إذا كان الأمر يخفّف من عذاب الناس وتنقلاتهم. وقريباً سيتم افتتاح مكتبين في مشغرة وجب جنين، بمتابعةٍ من النائب أبو فاعور. كما نوّه الزهيري بجهود مدير مكتب حاصبيا الذي عمل على تطوير المكتب، وسوف يدير مكتب راشيا في انطلاقته".
 
أبو منصور
رئيس اتحاد بلديات جبل الشيخ، رئيس بلدية راشيا، صالح أبو منصور، قال في كلمته: "يطيب لي دائماً أن أبني خطابي على قولٍ للمعلّم الشهيد كمال جنبلاط، لأن البناء يثبتُ ويصمدُ بصلابة أساسه. ولم أجد في مطالعاتي من جَمَعَ بين الأخلاق والسياسة مثلما فعل كمال جنبلاط. وما أحوج السياسة والمجتمع في لبنان اليوم إلى الأخلاق في النقد، والخطاب، والهجوم، والدفاع، والتعاطي مع الخصم قبل الصديق، ومع البعيد قبل القريب. ولأنني من هذا الفكر استقيت، وعلى هذه المبادئ تربيت، ولن ينضح إنائي إلا بما فيه من تفهمٍ، وتقديرٍ، ومحبة، وتواصل، وحوار".

وتابع أبو منصور: "قال المعلّم الشهيد، "على الأجيال القادمة أن تمتطي سلّم الحرية، والسعادة، والمجد الإنساني الكامل على آلامنا وجروحنا وأصفادنا ودمائنا المبعثرة. موجعٌ أن نرى الأصفاد والجروح والآلام والدماء بعد أكثر من أربعين عاماً على هذا القول. ومؤسفٌ أن تسيطر الغوغائية، والعشوائية، والأحقاد على العلاقات بين أبناء الوطن الواحد.

وأضاف، "بما أن العيش ضيّق من دون فسحةٍ من الأمل، فإنني أرى الأمل في النموذج الجميل الذي تقدّمه راشيا. راشيا المنطقة، وراشيا البلدة. أرى الأمل في ممثّلها الذي لم يبنِ قصوراً، ولا امبراطوريات، ولا مجمّعات خاصةٍ، بل انصرف مع المعنيين المركزيين والمحليين إلى تعزيز حضور مؤسّسات الدولة، وجامعاتها، ومكاتبها. وما نفتتحه اليوم لن يكون آخرها. أرى الأمل في الاتحاد الذي يضمّ الجميع، ولم يتخاصم أعضاؤه يوماً بسبب الطائفة، أو الحزب، او الاختلاف. وأرى الأمل لراشيا البلدة في زملائي في البلدية الذين يحرصون على إدارة هذه الأزمة والضائقة بهدوءٍ، ومسؤولية، وصبرٍ، وسعيٍ دائم للأفضل. وأرى الأمل في هذا المجتمع الحاضن الأصيل، الوفي والشريك في كل خطوةٍ وفكرةٍ ورأيٍ سديد".

وختمَ أبو منصور بالقول: "وأقلّ ما يُمكن أن نقوله، "شكرا على عدم قيامك بواجبك فقط. واجبك في التشريع كنائب، وفي الوزارات التي توليت، بل تعدّيت الواجب إلى مشاركة كل مهمومٍ في هذه المنطقة همومه، وكل موجوعٍ وجعه، فأصبحت السند، والمحب، والمتواضع، والحاضر بابتسامتك المحبّبة للصغير والكبير، والغني والفقير. شكراً لمدير عام الضمان الاجتماعي، الاستاذ محمد كركي، ولرئيس بلدية راشيا السابق، الأستاذ بسام دلال، الذي أنجزَ هذا العمل، وللصديق فادي أبو صمصم وفريق عمله، وللمجلس البلدي، واللجان، والعاملين؛ وعلى أمل اللقاء بكم قريباً في افتتاحٍ آخر يخفّف عن المواطنين، ويبني مدماكاً جديداً في إنماء المنطقة التي تستحق وأهلها الكثير".