Advertise here

قالها دوكان في أيلول: النفط ليس الحل السحري

27 شباط 2020 13:10:00 - آخر تحديث: 27 شباط 2020 19:33:06

في أيلول الماضي وفيما كانت بوادر الازمة الاقتصادية والمالية بدأت بالظهور كما عجز الدولة اللبنانية عن الايفاء بالتزاماتها تجاه المجموعة الدولية والدول المانحة في "سيدر"، وعدم القيام بأي خطوات جديّة نحو الاصلاح الحقيقي والفعلي بدءا بقطاع الكهرباء وصولا الى الفساد المستشري في ادارات الدولة والتوظيف العشوائي والهدر في الانفاق، زار بيروت الموفد الفرنسي المكلّف متابعة مقررات مؤتمر ''سيدر'' السفير بيار دوكان، حيث التقى المسؤولين اللبنانيين وأعلن سلسلة مواقف صارمة تجاه الازمة في لبنان وضرورة الاسراع في أيجاد الحلول، مشددا على الاصلاح أولا.
وقد أطلق دوكان يومها موقفاً لافتاً في المؤتمر الصحافي الذي عقده في ختام زيارته، مؤكدا ان "الوضع طارئ واكتشاف النفط ليس الحل السحري الذي سيحل كل الصعوبات التي واجهها لبنان".
نعم إن اكتشاف النفط والغاز في مياه لبنان إنجاز حقيقي واستخراجه سيكون نعمة على اللبنانيين، اذا ما حوّلته السلطة طبعا الى نقمة وسارت على خطى إدارتها للقطاعات الفاشلة في لبنان طوال سنوات من الكهرباء الى النقل والمواصلات الى الاتصالات والبنى التحتية والمرافق العامة.
اكتشاف النفط نعمة اذا جاء مردوده لينعش الاقتصاد ويخلق فرص عمل جديدة للشباب اللبناني ويساهم في تنمية القطاعات المنتجة في الاقتصاد اللبناني، بعد ان يكون قد تم انشاء الصندوق السيادي لهذا القطاع كي لا تنهشه المحاصصات الطائفية والسياسية.
ولكن هذا الانجاز وللأسف يأتي في وقت كل الدولة اللبنانية في حالة إنهيار وإفلاس، والبلد بحاجة لمليارات الدولارات ليتمكن من العودة الى الواقع الذي كان فيه عشية زيارة دوكان الى لبنان في أيلول الماضي، في حين ان استخراج النفط سيتطلب سنوات وحينها سيكون الشعب اللبناني قد صار في عداد الشعوب المنكوبة.

فالانجاز يكون ببناء دولة قانون ومؤسسات وتعزيز الشفافية في الدولة واداراتها وتحقيق استقلالية القضاء أولا.
الانجاز يكون بوقف نزف قطاع الكهرباء وتحويله الى قطاع مربح للدولة لا قطاع يستحوذ على نصف قيمة الدين العام ويخسّر الدولة مبالغ طائلة.
الانجاز يكون بإصلاح البنى التحتية من طرقات وجسور وانفاق ونقل مشترك وسكك حديد.
الانجاز يكون بدعم الصناعة والزراعة وتأمين الحد الادنى من الاكتفاء الذاتي بدلا من "دولرة" الاقتصاد واعتماد الاقتصاد على استيراد أبسط مقوّمات حياة اللبنانيين.
الانجاز يكون بتأمين حياة كريمة للبنانيين من خلال خدمات صحية واجتماعية ونظام شيخوخة يحرّره من هاجس الوظيفة الرسمية طمعاً بمعاشه التقاعدي.
الانجاز يكون بوقف نزيف هجرة الادمغة الى الخارج والاستثمار بالشباب اللبناني بدلا من القول له: "اللي مش عاجبو يهاجر".
نعم النفط ليس الحل السحري، وكل هذا وأكثر يجب ان يحصل قبل استخراج قطرة نفط واحدة، كي لا يزيد الذهب الأسود حالنا بؤساً.
نريد وطناً قبل استخراج النفط... وحينها فلنتشارك الانجاز معاً مواطنون لا رعايا أحزاب وطوائف.