Advertise here

لفئةٍ دون الآخرين

27 شباط 2020 08:06:49

لا يترك رئيس الجمهورية مناسبةً، سياسية كانت أم غير سياسية، إلا ويثبت فيها للّبنانيين أنه رئيس لفئة دون الآخرين منهم. 

فبعد ثلاث سنوات في سدّة الرئاسة لم يستطع الرئيس ميشال عون بعد الخروج من جلبابه، فالثوب البرتقالي يبدو المفضل عنده، وليس بمقدوره خلعه. 

قبل ثلاث سنوات عاد الرئيس عون الى قصر بعبدا بعد خروجه منه عام 1989 مرددا من جديد عبارته الشهيرة "يا شعب لبنان العظيم". ولم يطل الوقت ليكتشف اللبنانيون ان الشعب العظيم في قاموس الجنرال "الرئيس" هو "شعب التيار البرتقالي" الذي صفق له في كل المناسبات، وأعجب بمواقفه ولو كان في بعضها على خطأ، وناصره على العميانة. 

ثلاث سنوات من عهده وما زال الجنرال رافضًا لأن يكون رئيسا لكل اللبنانيين، أو ان يكون حكما في ما بينهم إن تخاصموا. ورافضا أن يلعب دور الراعي، او الحامي لدستور البلاد. فكل ممارساته تقول إنه عاد الى القصر ليثأر من الذين لم يصفقوا له يوم كان يطل على ساحة "قصر الشعب" ويخاطب ذاك الشعب العظيم. 

منذ عودته من منفاه في باريس عام 2005 وهو يمارس السياسة نفسها، سياسة التشفي، فلا تراه عند أي استحقاق أو في أي مسألة إلا طرفا. 
وها هو اليوم بعد فشل إدارة البلاد، يتغنى بتياره، وبـ "جبرانه" الذي شتمه معظم الشعب باستثناء "الشعب العظيم" طبعًا، ولاحقته لعنة الثورة وأخرجته من الحكم، ولو أنه الحاكم الفعلي في القصر الجمهوري كما تبين للبنانيين، وكما قال الرئيس سعد الحريري. 

الخطاب النفطي المتلفز  لفخامته، قابله الكثير ربما من اللبنانيين بالدعاء لأن يقينا الله ثلاث سنوات أخرى ربما آتية.