Advertise here

تشييع السيدة دلال مجلي والدة نائب رئيس الحزب كمال معوّض

23 كانون الثاني 2019 16:02:30

شيّعت زغرتا الزاوية والدة النائب السابق الدكتور قيصر معوّض ونائب رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي الدكتور كمال معوّض السيدة دلال مجلّي الحائزة على الوسام الوطني برتبة فارس في مأتم رسمي وشعبي حاشد.

أقيمت الصلاة لراحة نفسها في كنيسة مار مارون العقبة في زغرتا، وترأس صلاة الجنازة المعاون والنائب البطريركي المطران يوحنا رفيق الورشا ممثلاً البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي، بمشاركة المطارنة جوزاف نفّاع، بولس أميل سعادة، بولس دحدح، جورج بوجوده، ولفيف من كهنة رعية إهدن - زغرتا، ورعايا منطقة زغرتا- الزاوية، ورئيس دير مار سركيس وباخوس الأب ابراهيم بو راجل، وحضور النائب اسطفان الدويهي ممثلاً رئيس المجلس النيابي نبيه برّي، النائب سامي فتفت ممثلاً رئيس الحكومة المكلف سعد الحريري، وكيل داخلية الشمال جوزف القزي ممثلاً رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط، النائب السابق فادي كرم ممثلاً الدكتور سمير جعجع.
كما حضر النائبان ميشال معوض وطوني فرنجية، رئيس بلدية زغرتا الدكتور سيزار باسيم ورؤساء بلديات ومخاتير القرى المجاورة، رهبان وراهبات ورؤساء جمعيات ومؤسسات وهيئات ثقافية واجتماعية وتربوية ورياضية وحشد كبير من الشخصيات والأهل والأصدقاء.

بعد الإنجيل المقدّس، تلا سكرتير البطريرك الخوري شربل عبيد الرقيم البطريركي وجاء فيه:
البركة الرّسوليّة تشمل أبناءنا وبناتنا الأعزّاء: النائب السابق الدكتور قيصر فريد معوّض وشقيقه الدكتور كمال، ابنَيّ المرحومة دلال يوسف مجلّي، وعائلتيهما، وعائلات أشقائها وشقيقتَيها وحميّها، وسائر ذويهم وأنسبائهم في الوطن والمهجر المحترمين.

اضاف الشيخة الجليلة المرحومة دلال، التي نودّعها معكم بالأسى الشديد والصلاة، تختصر بوفاتها سرِّ حياتها المبني على الألم والفرح، واليوم على الموت والقيامة. إنه سرّ المسيح الفصحي الذي أشركنا فيه بالمعمودية والميرون.

هي ابنة سرعل العزيزة، وفي بيت كريم وُلدت. والدها المرحوم يوسف مجلّي انتُخب رئيسًا لبلديتها. وأحد أشقائها أُسندت إليه إدارة وقف الرعيّة. وعمّها المرحوم الأب انطونيوس سليمان انتُخب مدبّرًا عامًّا في الرهبانيّة اللبنانيّة الجليلة.

في هذا البيت الوالدي تربّت على الإيمان المسيحي والقيم الأخلاقيّة والإنسانيّة وروح المسؤوليّة، إلى جانب أربعة أشقاء وثلاث شقيقات. وقد آلمتها وفاة أكثريّتهم، ولم يبقَ منهم سوى شقيقها العزيز محفوض، وشقيقتها ثريا. معهم ومع عائلاتهم نسجت أفضل علاقات الأخوّة والمودّة.
ارتبطت في سرّ الزواج المقدّس برجل عصامي مسالم هو الصيدلي المعروف فريد قيصر معوّض، ابن زغرتا العزيزة وسليل أسرة معوّض المعروفة بوجوهها المشرقة مدنيًّا وكنسيًّا، سياسيًّا واجتماعيًّا. عاشا معًا حياة زوجيّة سعيدة باركها الله بثمرة الابنَين. ولكن سرعان ما جاز سيف الألم قلبها بوفاة زوجها بحادثة مؤلمة من أحداث زغرتا، وفي عهدتها ابنان: قيصر في الخامسة من العمر، وكمال ابن ثلاث سنوات وبضعة اشهر. فارتسمت أمامها رحلة الألم الصعبة. لكنّها اعتصمت بإيمانها والاتّكال على العناية الإلهيّة. فتحمّلت ترمّلَها طيلة عمرها، وتكرّست لتربية طفلَيها. غادرت زغرتا إلى طرابلس لتعليمهما في مدرسة الفرير، ثمّ إلى بيروت ليكمِّلا الاختصاص الجامعي بالطّب في جامعة القديس يوسف وجامعات باريس، من دون أن تدّخر أيّة تضحية في سبيلهما، إذ كانت لهما الأب والأمّ.
وبدأت مرحلة الفرح، عندما رأتهما يتخرّجان حاملَين شهادة الدكتورا في الطّب، ويقتطعان مكانهما في المجتمع، ويؤسّسان عائلتَين رضيّتَين، فكبرت البهجة مع العزاء بالأحفاد الذين غمرتهم بحبّها وحنانها، وهم رأوا فيها أمًّا ثانية تفيض عاطفة. ثمّ ازدادت فرحتها بابنها الأكبر قيصر يدخل الندوة البرلمانيّة، وبالأصغر يتولّى نيابة رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي. فكانت وصيّتها لهما مساعدة جميع الناس، ونشر السلام.

المرحومة دلال المتجلّية بأمومتها المسؤولة في بيتها، وبعلاقتها الودّية مع بيت حميّها، تمتّعت في مجتمعها بأفضل صفات المرأة التي تعرف كيف تواجه مصاعب الحياة بالشجاعة والصلاة وصلابة الإيمان، حتى أنّ رئيس الجمهورية الأسبق الشيخ أمين الجميّل منحها الوسام الوطني برتبة فارس بمسعى من المغفور له الرئيس سليمان بك فرنجيه، الشاهد لبطولة أمومتها.

وهكذا قضت حياتها مشتركةً في سرّ المسيح الفصحي، سرّ الموت والقيامة. فأنهت رحلتها على وجه الأرض بعد صراع مع المرض رافقها في سنيّها الأخيرة فوجدت في ابنَيها وعائلتَيهما كلّ عناية ومحبة. وأسلمت الروح في ذكرى مكوث الربّ يسوع في مثوى الأموات، ونودّعها معكم في يوم الأحد، ذكرى قيامته. فكما أشركها في سرّ آلامه، نرجو أن يشركها في سرّ مجده.

على هذا الأمل واكرامًا لدفنتها وإعرابًا لكم عن عواطفنا الأبويّة، نوفد اليكم سيادة أخينا المطران يوحنا - رفيق الورشا معاوننا ونائبنا البطريركي السّامي الإحترام، ليرئس باسمنا حفلة الصّلاة لراحة نفسها وينقل اليكم جميعًا تعازينا الحارّة.

وبعدها نقل جثمان الفقيدة إلى مدافن العائلة في زغرتا ليوارى في الثرى. وتقبلت العائلة التعازي من المشاركين في الصلاة في قاعة الكنيسة. وكانت لافتات قد رفعت عند مدخل الكنيسة أشادت بمزايا وأعمال الفقيدة.

وكان قدم التعازي قبل الدفن شخصيات ووفود عدة ابرزها وفد كبير من قيادة الحزب التقدمي الاشتراكي.