Advertise here

تيار المحّل أنتج عصرَ القحل

25 شباط 2020 10:05:00 - آخر تحديث: 11 آذار 2020 09:57:13

جاؤوا يحملون البيارق البرتقالية. مهّدت القمصان السوداء طريق عبورهم. حطّوا رحالهم في الحكم بعد أن تركوا جميع وعودهم لدى عُرقوب مثال سعاد في قصيدة ابن الرومي .

أسقطوا كل ما كان قبلهم لعلةِ القِدم. ولأنهم لا يستطيعون مواكبة التطور والتقدم الآتي مع عهدهم القوي، كما زعموا، وعدوا بالإزدهار والرخاء  والشفافية ومحاربة الفساد، فإذا بهم يستقدمون المحاسيب والأزلام للإدارة، يقوضون أركانها تحت شعار الإصلاح، ويعقدون الصفقات تحت شعار الضرورة التي هم من أوجدها، ويعرقلون التوظيف بمعيار الكفاءة تحت شعار التوازن الطائفي وحقوق المسحيين.

يغذّون النعرات الطائفية بلسانهم الأسود، ويثيرون الفتنة، وينبشون قبور الحرب الأهلية تحت شعار المصالحة الحقيقية، وهم أصحاب الأقنعة الزائفة التي تخفي حقيقة وجوههم الماكرة. وتحت شعار السيادة سيّبوا البلد للتبعية البعثية و الفارسية حتى أصبحت قراراتهم عبارة عن إملاءاتٍ تخدم كل شيء إلّا السيادة الوطنية. أنشدوا النشيد الوطني حتى افتعلوا فيه ما فعلوا بالوطن، فسرقوا لحنه وحقّروه.

مدانون بالأدلة الدامغة. مترفضون بالوقاحة الكاملة. نواجههم  بفشلهم وهدرهم وفسادهم في الكهرباء، ويواجهون  بالافتراء والتجني وفبركة التهم الجاهزة من العرقلة إلى التخوين.

نواجههم بسياساتهم المدمرة، والتي أوصلت البلد واقتصاده إلى شفير الهاوية، وشعبه إلى المجاعة، ونطرح البدائل للإصلاح والإنقاذ، ويواجهون بخططٍ مدمّرة جديدة تنبع من غطرستهم وتفرّدهم واستئثارهم، وسيطرتهم على مقاليد الحكم، متجاهلين التعددية والمشاركة التي قام على أساسها الوطن. تواقين للتقسيم الإداري والمالي الذي دأبوا على تحقيقه فعلياً عبر تصميمهم غير المبرر للسيطرة على المنشآت العامة الاقتصادية القائمة، والتي تعمّدوا إقامتها ضمن المناطق الخاضعة لنفوذهم. 

تقسيميون بالهوى. يدّعون الوطنية، لكن لأي وطن؟

فتيّارهم زرع محلاً، وعهدهم أثمر قحلاً، فأفلسوا البلد وما زالوا مستمرّين.
 

الآراء الواردة في هذه الصفحة لا تعبّر بالضرورة عن رأي جريدة الأنباء التي لا تتحمل مسؤولية ما تتضمنه.