Advertise here

كان ينقص اللبنانيين أزمة إضافية... فأتتهم الكورونا

22 شباط 2020 05:41:00 - آخر تحديث: 22 شباط 2020 17:22:47

وكأن اللبنانيون لا تكفيهم مصائبهم في بلد بات في قعر أزمة طالت كل تفاصيل حياتهم، من الغذاء الى الدواء والمحروقات وارتفاع نسبة البطالة والفقر والهجرة، حتى جاءه فيروس الكورونا لينتقل خوفهم على الاقتصاد إلى الخوف على صحتهم وسلامتهم.

وفيما بدت الدولة اللبنانية مرتبكة بكافة أجهزتها الصحية والإنسانية التي استنفرتها لمنع انتشار الفيروس، بعد التثبّت من انتقال العدوى إلى لبنان، وإصابة إحدى السيدات التي وصلت الى بيروت على متن طائرة قادمة من إيران، فقد بات من المؤكد أن لبنان أصبح في عداد الدول المصابة بهذا الوباء الخطير. لكن وزير الصحة، حمد حسن، شدّد على أنه "لا داعي للهلع" وأنه، "تمّ اتخاذ كل الإجراءات لضمان الاحتياطات اللازمة بعدما تم الحجر على الحالة المصابة في مستشفى رفيق الحريري الجامعي".

في السياق، كشف رئيس لجنة الصحة النيابية، النائب عاصم عراجي، عبر "الأنباء" أنه دعا الى اجتماعٍ موسّع يوم الثلاثاء بحضور وزير الصحة، ومنظمة الصحة العالمية، والصليب الأحمر اللبناني، وكل المعنيين بالقطاع الصحي في لبنان. وتوقّع عراجي أن تصدر عن هذا الاجتماع توصيات هامة جداً ينتج عنها إجراءات قاسية، داعياً إلى مراقبة كل المراكز الحدودية، وأن لا تقتصر المراقبة على المطار فقط، بل على المرفأ وكل المعابر البرية والبحرية.

وناشد وزير الصحة بضرورة مراقبة الركاب الذين كانوا على متن الطائرة الإيرانية والحجر عليهم لمدة 14 يوماً، حتى يظهر خلوّهم من عوارض الفيروس، مطالباً اللبنانيين باتخاذ أقصى درجات الحيطة والحذر، ومراجعة الطبيب في حال حصول أي عوارض صحية شبيهة بعوارض الكورونا.

كما أوضح عراجي أنه على اتصالٍ دائم مع وزير الصحة وكافة المسؤولين، وقد التقى مع حسن يوم الثلاثاء الماضي وناقشا الموضوع، داعياً إلى حالة طوارئ صحية تتشكل من كل المعنيين بالقطاع الصحي.

وإذ اعتبر أنه من المفترض وقف رحلات الطيران من بيروت إلى طهران والعكس، استغرب عراجي ما وصفه بـ "إهمال" السلطات الايرانية مراقبة المسافرين، إذ كان مفترضا كشف هذه الحالة في طهران، والحجر عليها ومنعها من المغادرة.

ومع وصول فيروس كورونا إلى لبنان تعود الأنظار إلى معاناة القطاع الطبي من أزمة حادة نتيجة عدم القدرة على استيراد المستلزمات الطبية والأدوية، الأمر الذي يطرح تساؤلات حول مدى جهوزية الجسم الطبي في لبنان لمواجهة الـ كورونا اذا ما تفاقمت الأمور.

إلّا أن مصادر نقابة أصحاب المستشفيات في لبنان أكّدت عبر "الأنباء" وضع كل إمكانات المستشفيات الخاصة بعهدة وزارة الصحة لاتّخاذ أقصى التدابير الوقائية لمنع تفشي هذا الفيروس، مطالبةً وزارة الصحة بضرورة إرشاد المواطنين إلى طرق الوقاية من خلال برنامجٍ صحي يومي يقدَم عبر وسائل الإعلام المرئية، والمكتوبة، والمسموعة، وضرورة توخي الحذر، والابتعاد عن المصابين بالرشح ومراقبة الحرارة.

على صعيد آخر، يغادر اليوم وفد صندوق النقد الدولي بعد زيارة إلى لبنان استغرقت 3 أيام التقى فيها كافة المعنيين بالقطاع المالي والنقدي، والمسؤولين السياسيين، وكان في غالب الأحيان مستمعاً إلى كل الملاحظات، على أن يقدم تقريره إلى رئاسة الصندوق مطلع الأسبوع المقبل، في وقتٍ حافظ الدولار على وتيرته التصاعدية دون أي رادع.

وفيما تشدّد جمعية المصارف على ضرورة دفع مستحقات "اليوروبوند" في موعدها، لم يتوصل المعنيّون في القطاعات المالية بعد إلى اتفاقٍ بهذا الخصوص قبل الاستماع إلى نصائح صندوق النقد الدولي. وقد أكّدت مصادر وزارية عبر "الأنباء" أن الأمور تتجه إلى تأجيل الدفع وجدولة الديون.