Advertise here

منطق دولي جديد في لبنان... والحريري يستعد لجولة خارجية

19 شباط 2020 12:56:00 - آخر تحديث: 19 شباط 2020 14:19:54

يزداد النقاش في الدوائر الدولية وبعض مراكز القرار حول الوضع في لبنان. مراكز الدراسات والإستشارات تعكف منذ أشهر على دراسة الواقع اللبناني خصوصاً بعد انفجار 17 تشرين، والأوضاع المالية والإقتصادية التي أوصل إليها. وهناك اهتمام سياسي عربي ودولي بخلاصة هذه الدراسات، ستقترن بالكثير من الخطوات والمواقف في الفترة المقبلة، ويفترض أن تتظهر بعد اللقاءات التي سيعقدها المسؤولون اللبنانيون مع المسؤولين في صندوق النقد الدولي والمؤسسات المالية الدولية للوصول إلى صيغة يلتزم بها لبنان ويتمكن من خلال من الخروج من أزمته.

تلك الصيغة والإجراءات التي تتضمنها لا يمكن أن تنفصل عن الملفات السياسية الشائكة والمعقدة، التي أيضاً أصبحت مدار بحث ودراسة حول الواقع السياسي الذي نتج بعد تسوية العام 2016، وأبرز ما يدور حوله النقاش، هو صيغة أو معادلة الرئيس المسيحي القوي، الذي غالباً عندما يصل إلى رئاسة الجمهورية في لبنان تاريخياً، يصطدم مع المسيحيين الآخرين، ومع القوى الطائفية والسياسية الأخرى، فيدخل البلاد في صراعات لا تنتهي إلا بدماء أو دمار أو انهيار مالي وإقتصادي.


تلك المعادلة التي تحتاج إلى تغيير بحسب ما يروي أحد المسؤولين الديبلوماسيين لـ"الأنباء" ويقول إن التفكير الدولي الجدي للبنان يتركز على الخروج من معادلة الرئيس المقبول من طائفته وغير مقبول من الطوائف الأخرى، لأن ذلك يؤدي إلى صراعات وإنهيارات مالية كما حصل في الثمانينيات وكما هو حاصل اليوم. ما يعني أن الظروف التي أنتجت التسوية الرئاسية بين الرئيس ميشال عون وسعد الحريري، لن تكون متوفرة مستقبلاً على قاعدة اختزال الطوائف بأشخاص أو اختزال لبنان كله بتحالف بين ثنائيتين، وهذا تحول إلى يقين لدى الحريري، خصوصاً أن الثنائية أو الثلاثية التي تكونت بعد إنتخاب ميشال عون، هناك من أراد تحويلها إلى أحادية بخوض حروب الإلغاء ضد الآخرين وهي التي أوصلت إلى الأفق المسدود.

عدّل الحريري من موقفه، حتى أن الدول المعنية بلبنان إقليمياً ودولياً، تعمل على المساعدة لإعادة إنتاج قوى إعتدالية جديدة، تكون قادرة على التفاهم، ولا تسعى إلى التناحر، وهذا أحد الشروط الإقليمية وتحديداً العربية لتقديم المساعدة للبلد المنكوب، وبحسب ما تكشف المعلومات فإن الحريري يستعد لإجراء زيارة إلى دول الخليج العربي، وبعدها إلى بعض الدول الأوروبية وإلى الولايات المتحدة الأميركية، لإعادة الإعتبار إلى المنطق السياسي المعتدل، والذي يسعى إلى الإلتقاء مع الجميع، وليس تعليب تحالفات تخدم قوى معينة، وتستهدف القوى الأخرى.