Advertise here

المطالب المحقّة يلزمها خطة محكمة

16 شباط 2020 13:00:00 - آخر تحديث: 16 شباط 2020 14:19:11

"كلن يعني كلن"، "بدنا نستعيد أموالنا المنهوبة"، "الثورة مستمرة"، "لن نخرج من الشارع الا لتحقيق كافة مطالبنا"، "كلن سرقونا"، "كلن فاسدين"، "الشعب جاع"، "بدنا نعيش بكرامة"، "بدنا قضاء مستقل"، "شبيحة"، "هيلا هيلا هو"؛ وغيرها الكثير الكثير من الشعارات التي دأبنا على سماعها في كل مكان منذ  انطلاق الثورة في 17 تشرين 2019، ناهيك عن الكم الهائل من التعليقات والصور؛ اللائقة والغير اللائقة، التي اجتاحت مواقع التواصل الاجتماعي تحت هاشتاغ "الثورة" و"لبنان ينتفض" ....

الصرخة وصلت إلى آذان المسؤولين والحكام في البلد، وجميعهم أجمعوا على أحقية مطالبها الناتجة عن وجع الناس، وأقرّوا بفشل سلطتهم بإدارة شؤون البلد. لكنهم انقسموا لفريقين، الأول استجاب لمطالب الثورة، اعترف بخطأه، واستقال. والثاني تكبّر، تعالى، اعتبر نفسه غير معني بكلام الشارع، واستمر بإتباع نفس النهج؛ شكّل حكومة تقاسم فيها الحصص، كتب بياناً شعرياً لها، تعدّى على المتظاهرين، هددهم قمعهم... 

الفريقان لم يسلما من استمرار ناشطي الثورة في التصويب نحوههما، لكن المستغرب، ان الفريق الأول نال حصة الأسد من الاستهداف، بمقابل شبه تناسي، إن لم نقل استرضاء وخاصةً لإحدى الجهات الأساسية في الفريق الثاني.

أما نحن على مستوانا، فقد سمعنا المطالب، تعاطفنا معها، رأينا بهذه الثورة الأمل لتخليصنا من واقعنا الحالي، اعترضنا على بعض ما قيل، انتظرنا وما زلنا ننتظر، نسمع شعارات ولا نرى حلولاً، نسمع مطالب ولا نرى خططاً لتحقيقها، نسمع وجعنا على لسانهم، ولكننا للأسف، بدأنا نشعر اننا امام أفق ٍ مسدود. بإختصار نسمع جعجعةً ولا نرى طحيناً. فالمطالب المحقة لا تتحقق بالشعارات والأغاني، ولا حتى بالشغب والشتيمة، المطالب المحقة يلزمها خطة مُحكمة لتحقيقها، وهذه الخطة يجب ان تبدأ بالتصويب على الأهداف التي تعطي ثمراً، ولطالما سمعنا الثوار يرددون سلمية ولطالما أرادوا ان تكون ثورتهم كذلك، فالتغيير السلمي لا يكون إلا بالضغط على الحكومة والمجلس النيابي، لإقرار قانون يُقصّر ولاية المجلس الحالي، ويُدعو لإنتخابات نيابية مبكرة على أساس قانون انتخابي وطني لا طائفي، وبالتالي تعيد الناس فرز سلطة سياسية جديدة تحاكي طموحاتهم وآمالهم، وتحقق مطالبهم. 

أما الاستمرار بهذا النهج وهذه البدع ، حكومة ظل، بيان وزاري بديل، اتهامات وشتائم واستفزاز  فلن نصل الى نتيجة بل الى المزيد من الانقسام والتشرذم والمشاكل.