Advertise here

يا وطن العقل... والجنون...

14 شباط 2020 06:05:00 - آخر تحديث: 14 شباط 2020 12:38:38

لكل من آمن بالحب حتى الجنون،
ولكل من آمن بالوطنية بعقلانية...
ولكل من سقط ليحيا الحب،
ولكل من استشهدوا ليبقى لبنان.
ومن أجل الذين يؤمنون بوطن
 العجائب، والحب، والحياة...
أنا منهم، ومعهم أردّد هذه الكلمات.
و"يا مجنّن العقّال، ومعقّل المجانين...
بحبك يا لبنان يا وطني بحبك...
بجنونك وبعقلك بحبك..."

•    قصة وعبرة... نهر بوطن مجنون..!!

يُحكى أن طاعون الجنون نزل في نهرٍ يسري في مدينة، فصار الناس كلما شرب منهم أحدٌ من النهر يصاب بالجنون، وكان المجانين يجتمعون ويتحدثون بلغةٍ لا يفهمها العقلاء.
 
واجه الملك الطاعون وحارب الجنون...

حتى إذا ما أتى صباح يوم استيقظ الملك، وإذ الملكة قد جنّت، وصارت الملكة تجتمع مع ثلةٍ من المجانين تشتكي من جنون زوجها الملك..!!

نادى الملك بالوزير: يا وزير، الملكة جنّت. أين كان الحرس..؟؟
الوزير: قد جنّ الحرس يا مولاي..!!
 الملك: إذن اطلب الطبيب فوراً..

الوزير: قد جنّ الطبيب يا مولاي..

 الملك: ما هذا المصاب، من بقي في هذه المدينة لم يجن..؟؟ 

ردّ الوزير: للأسف يا مولاي، لم يبقَ في هذه المدينة مَن لم يجن سواك وأنا فقط..

الملك: يا الله. أأحكمُ مدينة من المجانين..!!
الوزير: عذراً يا مولاي، لكن المجانين يدّعون أنهم هم العقلاء، ولا يوجد في هذه المدينة من مجانين سوى أنت وأنا..!!

الملك: ما هذا الهراء ..؟؟ هم من شرب من النهر، وبالتالي هم من أصابهم الجنون..!!

الوزير: الحقيقة يا مولاي هم يقولون إنهم شربوا من النهر لكي يتجنبوا الجنون، لذا فإننا مجنونان لأننا لم نشرب. ما نحن يا مولاي إلّا حبّتا رملٍ. الآن هم الأغلبية. هم من يملكون الحق، والعدل، والفضيلة. هم الآن من يضعون الحد الفاصل بين العقل والجنون..

فقال الملك: أغدِق عليّ بكأسٍ من نهر الجنون.
الجنون أن تظلّ عاقلاً في دنيا المجانين.

هناك وقف الوزير بعد أن جنّ الملك واتّهمه بالجنون. وقف ليفكّر في أمره، ماذا يختار..؟؟
الجنون ليحيا بهدوء، أم العقل ليحيا بكرامة..!!

الحكمة : بالتأكيد الخيار صعب عندما تنفرد بقناعةٍ تختلف عن كل قناعات الآخرين..!!
 وعندما يكون سقف طموحك مرتفعاً جداً عن الواقع المحيط بك، فهل تستسلم للآخرين..؟؟
 أتخضع للواقع، وتشرب من الكأس..؟؟!!
وتسأل هل الحياة تعجز مع المجانين، أو تحبهم..
أو تستسلم للعقّال، أو هي للمجانين وحدهم..؟؟

وبكل ما تحمل الحياة اليومية من مشاغل، ومتاعب، ومواقف، يأتي يومٌ ما ليساعدنا العقل على استيعاب ما نراه، لأنه لم يعد كما هو مألوفٌ لدينا من تقاليد، ومفاهيم للمواطنية، وبالحد الأدنى، ليستوعب العقل أنه رغم ما يحصل فليبقَ محافظاً على ماء الوجه وكرامة المواطن.
ولتجديد قدراته بطريقة تسمح له بالاستمرار..
الحمد للّه على نعمة العقل والإيمان بقيام وطن.

عشتم وعاش لبنان بشعبه وعقله.

 

الآراء الواردة في هذه الصفحة لا تعبّر بالضرورة عن رأي جريدة الأنباء التي لا تتحمل مسؤولية ما تتضمنه.