Advertise here

شكرًا قطر" إلى الواجهة... ولكن!

22 كانون الثاني 2019 06:30:00 - آخر تحديث: 22 كانون الثاني 2019 08:50:00

يقول كثيرون من مراقبي فعاليات القمة الاقتصادية التنموية والاجتماعية في بيروت التي احتتمت أعمالها الأحد إن الحضور القطري الرفيع على مستوى الأمير تميم نفسه أنقذ القمّة وزرع فيها بعضًا من الروح بعد تغيُّب الغالبية الساحقة من الرؤساء والملوك العرب وإيفاد ممثلين عنهم باستثناء رئيس موريتانيا الذي قطع سبع ساعات للوصول إلى بيروت. على شاكلته، قضى أمير قطر خمس ساعاتٍ لبلوغ العاصمة اللبنانية بسبب الحظر المفروض خليجيًّا على إمارته، إلا أنّ وجوده منح منظمي القمة نوعًا من الأوكسيجين بعدما اقتنعوا قبل ساعاتٍ من تأكيد الأمير تميم حضوره بأنّ قمتهم فاشلة على مستوى الحضور.

بعيدًا من الغوص في الأبعاد السياسية لغياب الرؤساء والملوك العرب، ماذا تعني مشاركة قطر بالنسبة إلى لبنان؟

يقرأ كثيرون في هذه المشاركة تحدّيًا صريحًا للحظر السعودي والخليجي على قطر، أما على المستوى اللبناني فتذيلت المشاركة بوابل من الشائعات بدت أكثرها انتشارًا فرضيّة تكفُّل قطر بكلّ تكاليف القمة الاقتصادية وإيداعها مبلغًا مرموقًا في المصرف المركزي. هذا الكلام الذي سخّفه منظمو المؤتمر ونفته قطر على السواء، استُتبِع بخبر مؤكد هذه المرة يفسّر مفاعيل مشاركة الأمير القطري بشخصه وأهمية هذه المشاركة على مستوى إنعاش الاقتصاد اللبناني المتدارك. فعدا عن اعتبارها خطوة تشجيعية لعودة السياح القطريين إلى لبنان من الأبواب العريضة، كشف رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية القطريةالامير محمد بن عبد الرحمن آل ثاني منذ ساعات أن "قطر ستشتري سندات الحكومة اللبنانية وتقدر قيمتها بـ500 مليون دولار أميركي".

وأكد في حديث لـ"وكالة الانباء القطرية" "تدعيم قطر للاقتصاد اللبناني، والتزامها بدعم الأشقاء اللبنانيين في ظل التحديات التي يواجهونها، وأن هذه الخطوة تأتي انطلاقًا من أواصر الأخوة العميقة التي تجمع بين البلدين الشقيقين".

في المحصّلة، وحيثما تصبّ هذه الخطوة في إعادة الثقة إلى الليرة التي يتحدث كثيرون عن اهتزازها بفعل الغفوة الاقتصادية والشلل السياسي، تعود إلى الواجهة من بوابة القادة والسياسيين ومعم الشارع اللبناني عبارة "شكرًا قطر". ذاك الشكر الذي استحقّته قطر في أعقاب حرب تموز بعد مساهمتها في إعادة الإعمار، عايش ركودًا بعدما ساءت العلاقات اللبنانية القطرية على خلفية الملف السوري واتهام لبنان للقطريين بدعم الإرهاب وتحديدًا جبهة النصرة. اليوم، يبدو أن المياه عادت إلى مجاريها، خصوصًا أن لكلا البلدين مصالح في إعادة إنعاش تلك العلاقات: فلبنان يحتاج إلى الدعم القطري اقتصاديًّا، وقطر تحتاج إلى مزاحمة السعودية في ساحاتها الحساسة ولبنان واحدة منها.