Advertise here

الحراك يستعد لمنازلة الثقة... وترقّب لكلمتي الحريري ونصرالله

10 شباط 2020 05:25:00 - آخر تحديث: 10 شباط 2020 11:07:20

يُفتتح الأسبوع على محطات عديدة وفاصلة سيكون لها تأثيرها على الواقع السياسي في البلد. هو في الأساس قد بدأ بثورة أطلقها مطران بيروت، داعياً المسؤولين إلى تحمّل مسؤولياتهم أو الاستقالة، ويستكمله المتظاهرون، والمنتفضون اللبنانيون، بالتحضير لتظاهرات وتحركات شعبية كثيفة منذ صباح الثلاثاء، وذلك في محاولةٍ لقطع الطرقات على النواب، ومنعهم من الوصول إلى المجلس النيابي لعقد جلسة منح الثقة لحكومة الرئيس حسان دياب.

التظاهرات والتحركات الاحتجاجية بدأ التحضير لها منذ يومين، وتحديداً منذ يوم السبت، حيث جالت مواكب سيارة في مختلف شوارع وأحياء العاصمة بيروت لدعوة المواطنين للنزول إلى الشارع صباح الثلاثاء الباكر بهدف منع المجلس من عقد جلسته. ويركّز المتظاهرون على حشد أكبر عددٍ من المواطنين اللبنانيين لإيصال رسالتين إذا لم يتمكنوا من تعطيل الجلسة؛ رسالة إلى المسؤولين السياسيين بأن الحكومة مرفوضة، ولن يكون بإمكانها تلبية مطالبهم، والثانية موجّهة إلى المجتمع الدولي للتعبير عن الغضب الشعبي من طريقة تركيب الحكومة، وبالتالي الضغط على الرأي العام العالمي لعدم منحها الغطاء والدعم. وكان من المفترض أن تبدأ التحركات فعلياً على الأرض منذ مساء الإثنين، بينما السلطة السياسية والأجهزة الأمنية قد اتخذتا قراراً يبدو حاسماً لجهة عدم التساهل مع عملية قطع الطرقات، وهو ما يُبقي فرضية حصول صدامات وتوترات مسألة قائمة.

جلسة الثقة والتحركات على الأرض سترخي بظلالها وتداعياتها على المشهد السياسي، وطبعاً قد تُسهم في تزخيم الحركة الاحتجاجية في المرحلة المقبلة. 

سياسياً أيضاً، يتحضّر تيار المستقبل والرئيس سعد الحريري إلى إحياء الذكرى الخامسة عشرة لاغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري. وقد بدأ تيار المستقبل بالإعداد للذكرى من خلال حملة سياسيةٍ ودعائيةٍ تركّز على مضمون كلمة الحريري التي ستفضح الكثير من الخفايا حول التسوية الرئاسية، ومن انقلب عليها، وكيف تم تعطيل الكثير من المشاريع في البلد. وهذه أيضاً من شأنها أن ترخي بظلالٍ سياسية من نوعٍ آخر، طالما أن الجرة قد كُسرت بين الحريري والتيار الوطني الحرّ. طبعاً، لا يريد رئيس تيار المستقبل إعادة إحياء منطق الأحلاف التي تكرّس انقساماً عمودياً في البلد، لكنه سيتحدث من موقع المعارضة، والذي يقف فيه إلى جانبه الحزب التقدمي الإشتراكي، وتلتقي معه عليه القوات اللبنانية على الرغم من التباعد.

لكن هذا المشهد لن يؤدي إلى إعادة العمل بمسميات قوى 14 آذار، لأن الزمن والمرحلة والتطورات قد تخطت كل الطروحات السياسية لهذا الفريق، والناس أصبحت في مكان آخر، وبالتالي فإن المعارضة يجب أن تكون بناءً على قواعد أخرى تتلاقى مع طموحات الناس وطروحاتها بعيداً عن الحسابات السياسية الضيّقة بحيث تكون المعارضة بناءةً وهادفة، ولا تنطلق من خلفيات، أو كيديات سياسية. 

ويُختتم الأسبوع بموقفٍ سيطلقه الأمين العام لحزب الله السيّد حسن نصر الله في إطلالته الأولى بعد تشكيل الحكومة، والذي أيضاً سيوضح معالم المرحلة المقبلة، وكيفية تعاطي الحزب معها، خصوصاً في ظل الملفات الهامة المطروحة أمام الحكومة مالياً وسياسياً، وخاصةً بعد الموقف الذي أطلقه نائب مساعد وزير الخارجية الأميركي لشؤون الشرق الأوسط، ديفيد شنكر، بِشأن ترسيم الحدود، التي ربطها بشكلٍ أساسي بآلية التعاطي الأميركي مع الحكومة الجديدة. فبالإضافة إلى موقف الحكومة من هذا الملف، والتزامها بالإصلاحات من عدمه، سيُتّخذ الموقف الدولي إزاء لبنان واحتمال تقديم مساعداتٍ له، خصوصاً وأن الوضع المالي والاقتصادي يزداد سوءاً.