Advertise here

قمة الشرق الأوسط: رجل ترامب أطلقها.. عاصمة أوروبية تستضيفها وجدلٌ قبل عقدها!

21 كانون الثاني 2019 10:00:00 - آخر تحديث: 21 كانون الثاني 2019 11:42:25

نشرت مجلة "ذا أتلانتيك" الأميركية مقالاً تحدثت فيه عن قمة وارسو، التي أعلن عنها وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو مؤخرًا، والتي تهدف إلى مناقشة قضايا الأمن والإستقرار الشرق الأوسط خلال يومي 13 و 14 شباط القادم. 

ولفتت المجلّة إلى أنّ القمة حلّت كصدمة إذ أنها لم تكن متوقعة، ليس فقط بالنسبة للإيرانيين ولكن أيضًا بالنسبة للبولنديين الذين سيستضيفونها في عاصمتهم.

وتطرّقت الصحيفة الى ما وراء هذه القمة، موضحةً أنّ بولندا تعدّ حليفًا سياسيًا وعسكريًا مهمًا للولايات المتحدة، كما أنّ شركات الطاقة البولندية قررت الانسحاب من إيران بعد تخلي الرئيس دونالد ترامب عن خطة العمل الشاملة المشتركة وإعادة فرض العقوبات على إيران، مضيفةً أنّ تفاصيل قليلة كُشفت عن هذا الحدث الدولي، الذي لم يُنشر جدول أعماله بعد، وقد اكتفى بومبيو بالقول إنّ القمة ستركّز على استقرار الشرق الأوسط والسلام والحرية والأمن، إضافةً الى عنصر هام وهو  التأكد من أن إيران ليس لديها نفوذًا مزعزعًا للاستقرار.

 ومع ذلك ، شددت بولندا على أن القمة لم تكن ضد إيران، وجاء في بيان صادر عن وزارة الخارجية البولندية أنّ القمة ستكون منتدى للدول المعنية بعدم الاستقرار في الشرق الأوسط، لكي يشارك المسؤولون تقييماتهم وتقديم أفكارهم حول الطرق الأفضل للتقدم. وستتناول القمة مجموعة من القضايا الهامة بما في ذلك الإرهاب والتطرف وتطوير الصواريخ والتجارة البحرية والأمن والمجموعات التي تعمل بالوكالة في المنطقة.

أمّا عن الحاضرين، فمع انتشار معلومات عن نية أميركا دعوة 70 دولة من ضمنها الإتحاد الأوروبي ودول عربية، قالت المجلة إنّ الجواب الدقيق على "من سيحضر؟"، هو أننا "لا نعرف". ورأت المجلة أنه إذا دُعيت هذه الدول وجرى استثناء إيران فهذا الأمر خاطئ ولو أنّ إيران تُعتبر "صانعًا للمتاعب الإقليمية"، فمن الصعب أن نتخيل أن تُحلّ مشاكل المنطقة من دون تدخل طهران. ووفقاً لوسائل الإعلام الإيرانية، من المرجح ألا تحضر المفوضة العليا للشؤون الخارجية وسياسة الأمن للاتحاد الأوروبي فيديريكا موغيريني القمة.

وفي أعقاب إعلان بومبيو عن القمة التي اعتبرتها إيران موجهة ضدها، ذكرت وسائل الإعلام البولندية أن السفارة الإيرانية في وارسو أوقفت إصدار التأشيرات للمواطنين البولنديين، بحسب المجلة التي أضافت أنّ إيران ألغت مهرجان الأفلام البولندي، وتمّ اتهام بولندا رسميًا بالانضمام إلى محور مناهض لإيران ونشر "الرهاب" الإيراني.  

وعن الدوافع البولندية لعقد مثل هذا الحدث، رأت المجلة أنّ خطط بولندا لا تتعلق بإيران، فهي لا تكره إيران وعلى العكس، تريد تقليل اعتمادها على الطاقة من روسيا وتحرص على شراء النفط الخام والغاز الطبيعي من الشرق الأوسط، بما في ذلك من إيران والعراق. لكن في عالم السياسة، لا يمكن تحقيق كل شيء، وفق المجلة. 

وأضافت المجلة أنّه في حين أن قرار استضافة القمة قد يكون غير مربح لبولندا على المدى الطويل، إلا أنه في الوقت الراهن سياسي بحت، موضحةّ أنّه على الرغم من أن وارسو تريد علاقات جيدة مع طهران، إلا أن التعاون الاقتصادي مع إيران سيكون ضئيلاً، في حين أن علاقات بولندا الوثيقة مع الولايات المتحدة مهمة للغاية. كذلك تحاول بولندا إقناع إدارة ترامب ببناء قاعدة عسكرية أميركية دائمة على الأراضي البولندية لأنها ستكون رادعًا أقوى ضد روسيا، وهو أكبر تحد لبولندا. وبحسب "ذا أتلانتيك" فهذا هو السبب المنطقي لاستضافة قمة وارسو، وبولندا مستعدة الآن لدفع ثمن العلاقات المتوترة مع إيران من أجل إرضاء البيت الأبيض، الذي يمكن أن يدفعها لكي تتقدّم على المستوى الدولي.

(ترجمة: جاد شاهين)