Advertise here

باسم مَن تحدثت الدبلوماسية اللبنانية في قمة بيروت؟

21 كانون الثاني 2019 10:56:00 - آخر تحديث: 21 كانون الثاني 2019 11:00:42

وانتهى الاستعراض على خشبة القمة الاقتصادية العربية، لا شيء جديداً عن استراتيجيات العرب العظمى التي اعتادت الشعوب من المحيط إلى الخليج أن تسمعها، إلا الإطلالة اللبنانية الراعية والمنقسمة على ذاتها.

ورغم الحضور الرسمي اللبناني، إلا أن المواقف التي صدرت لبنانياً من المؤكد أنها لا تعبّر حتى عن رأي بعض الحاضرين اللبنانيين الرسميين، فباسم من تحدثت الدبلوماسية اللبنانية يا ترى؟
فمن قال إن لبنان الرسمي ولبنان الدولة الموحّدة تريد أن تسعى لإعادة سوريا إلى حضن الجامعة العربية؟ هل حكومة تصريف الأعمال قررت ذلك؟ هل اجتمع الرؤساء الثلاثة وقرروا أن يعلنوا للعرب عن مسعى لبناني لإعادة سوريا إلى الجامعة؟

طبعاً لم يحصل أي من هذا الاتفاق، رغم أن من تابع أعمال القمة يكاد يظن أن لبنان يعيش إجماعاً على الموقف من العلاقة مع سوريا، وأن الدبلوماسية اللبنانية تنطق باسم الدولة، لا باسم تيار أو فريق سياسي.

نعم هذا حصل في قمة بيروت، وكأن المشهد العربي المفتت لم يكن ينقصه إلا الانقسام اللبناني الفاضح، ونظريات العلم السياسي وفذلكات من ضاقت به حارته الصغيرة ذرعاً.
فالتعليق على القمة الاقتصادية يكاد يكون مضيعة للوقت تماماً كما التكلفة المادية والمعنوية التي تكبدها لبنان من أجل أيام عربية هزيلة، كادت لا تضم رئيساً عربياً واحداً لولا العراضة القطرية وسط الفراغ العربي الكبير.

انتهت القمة، وكالعادة صدرت بياناتها الرنّانة ومشاريع الورق التي لم يُكتب لها الحياة يوماً، ليعود لبنان إلى يومياته المغمّسة بوجع الناس والبحث عن خشبة خلاص تعيده إلى شاطئ الدولة الحاضنة لجميع أبنائها، لا الدويلات المفصّلة على قياس بعض الطامحين.