نشرت صحيفة "واشنطن بوست" الأميركية مقالاً أعدّه الكاتب آدم تايلور، أشار فيه إلى أنّ الأزمة الحالية في إدلب الواقعة على الحدود التركية، تبدو الأشدّ والأسوأ منذ 9 سنوات، إذ يحاول الرئيس السوري بشار الأسد السيطرة عليها بوحشية، ما يؤكد أنّ الحرب السورية لم تنتهِ بعد.
وفيما يزداد العنف، تعارض تركيا ما يفعله الأسد وتدعم المعارضين. وقد أعلنت وزارة الدفاع التركية الاثنين عن مقتل سبعة جنود أتراك في إدلب جراء قصف الجيش السوري، ما استدعى ردًا تركيًا أسفر عن قصف 54 هدفًا في إدلب و"تحييد" 76 جنديًا سوريًا.
ونقل تايلور ما كتبه سميح إيديز في موقع "مونيتور" عن أنّ معظم المحللين يعتقدون أنّ "تركيا وسوريا في حالة حرب غير معلنة اليوم".
ورأى تايلور أنّ النزاع التركي السوري سيشكّل فوضى جيوسياسية، فالأسد متحالف مع إيران وهجومه في إدلب يحظى بدعم القوات الروسية، ما يعقّد علاقة الرئيس التركي رجب طيب أردوغان مع طهران وموسكو. ومن جانب آخر، هناك 50 قنبلة نووية أميركية في قاعدة جويّة في تركيا، وتحديدًا على بعد 250 ميلاً من الحدود السورية. كما أنها عضو في حلف شمال الأطلسي، ما يعني أن الولايات المتحدة وكندا وبعض الدول الأوروبية يمكن أن تحميها من أي اعتداء.
وأوضح الكاتب أنّ المدنيين في إدلب متأثرون جدًا بما يحصل، لا سيما النساء والأطفال، ونُقل عن مجموعات مدافعة عن حقوق الإنسان أنّ ما لا يقل عن 150 ألف سوري هربوا من منازلهم خلال الأسبوعين الماضيين، الأمر الذي رفع إجمالي عدد النازحين منذ 1 كانون الأول حتى الآن إلى أكثر من 500 ألف سوري.
من جهته، قال رئيس لجنة الإنقاذ الدولية ديفيد ميليباند إنّ حوالى 300 مدني قُتلوا نتيجة أعمال العنف في شمال غرب سوريا خلال الشهرين الماضيين، وبحال استمرّ هذا الوضع فإنّ 800 ألف شخص يواجهون خطرًا على سلامتهم.
وفيما فرّ 5.6 مليون لاجئ من سوريا، كتب مدير الاتصالات في الحكومة التركية فهرتين ألتون على "تويتر" إنّ وجود تركيا في شمال سوريا هو الحاجز الوحيد أمام حدوث أزمة إنسانية أخرى، معتبرًا أنّ الدول الغربية لم تواجه تفاقم الأزمة، وأنّها لا تتحرّك إلا عند تدفق المزيد اللاجئين إليها.
وإضافةً إلى ما تقدّم يبرز موقف واشنطن بدعم "حليفتها" تركيا، بحسب ما وردَ على لسان وزير خارجيتها مايك بومبيو الذي أعرب عن دعم الولايات المتحدة الكامل لإجراءات تركيا الدفاعية.
وختم الكاتب مقاله بالقول إنّ الرئيس الأميركي دونالد ترامب يأمل بأن يترك الملف السوري، لكنّ الأزمة في إدلب تشير إلى أنّ الإنسحاب لن يكون سهلاً.