Advertise here

إلى متى يا وطني...

07 شباط 2020 17:27:00 - آخر تحديث: 07 شباط 2020 22:05:53

اليَومَ أبكي عَلى ما فاتني أَسَفاً

 وَهَل يُفيدُ بُكائي حينَ أبكيه

واحَسرتاهُ لِعُمرٍ ضاعَ أكثَرهُ 
والوَيلُ إن كانَ باقيهِ كَماضيِه (بهاء الدين زهير) 

اقتنعنا من قول جبران، وبصوت فيروز...
 أولادكم ليسوا لكم. أولادكم أبناء الحياة...
وهكذا الأيام تمرّ بسرعة والأبناء يكبرون، ونحن ننضج، وكلّنا نسعى للأفضل، وأولادنا أفضل منا...
ونُكمل بتحدٍ مع النفس لنحقّق التميّز. كل ما نريده أن تكون لنا حياة مليئة بالبهجة. حياة بدون هموم، وبدون ندم. وحياة مع راحة البال...
ونسعى لأن نكون بأمانٍ وسلام، ونواجه التحديات. نتحرك باتجاه تحقيق الأهداف، ونوصي أولادنا بما سمعناه من الأجداد والآباء...
لا تترك حلمك. اعمل بجهد. اعمل بكد. ابذل أقصى ما يمكنك فعله. لا تستسلم، وتمتّع بالمحبة والقوة والنشاط. وبقدر ما تخطّط وتحلم ستتحقق ما تريده في الحياة. وإن الوطن هو باب الحياة،
وتعلّم أن تفتح منه أبواب الحياة. وأن تتنوع، وتختلف، وتتجدّد، وتتعلم وتتطور، وأن يكون قلبك سليماً، وسعيداً، ومحباً، وأن تكون أكثر سلاماً لذاتك وللآخرين، ولوطنك، فهو عزّك ومثواك الأخير...
ولكن على أرجوحة الدنيا، تعيش الأمنيات بين أفق الأمل، وعمق الألم. فلندفعها بالتفاؤل لتبلُغ الأماني عنان السماء، وعند الله لا تضيع الأمنيات. وتذكّر، لا تقنط، ولا تنسى الأمل...
وننتقل من أملٍ إلى نهاية أمل، ونلقي رجاءنا على الله، والرب آتٍ لا محال.
وفيما نحن نصرخ، علينا أن نقتنع بأن الحالة ليست استثنائية. الإفناء والإحياء أمران متلازمان في واقعنا وفلسَفتنا...
ولربما الدولة ارتضت ذلك إطاراً لما تبقى لها من نشاط. ونحن كشعب، وبتفاوت عقولنا، نقوم بعملية فهم للأوضاع، بدءاً من التحليل. وكثيراً ما غدونا مستقلين عن مواقف طائفية وسياسية. ومع هذا نقول، "كلنا مطّلعون بعمقٍ عما يجري"، وهذا يريحنا نفسياً، وبقدر اقتناعنا نرجوه خيراً...
وتعود لعقلك الذي لا يستكين ما لم يجد مخرجاً من المآزق، وتبني في نفسك دنيا منسجمة، وهي متوقعة وغير قائمة، وأنت بحاجةٍ إلى ذلك... 
وتعود وتقول، العجز رهيب. لكن الأرهب منه قبول العجز، وإن ارتضاء العجز لرهيب. وتحاول أن تتكلم عن سياسة تدلنا على مخارج، وأنت لا تعرفها. لكن الأكيد هو أن الحلول تقضي بذلاً، وصراحة، واقتناعاً، وقناعةً أكثر من الذين تولّوا مقدراتنا...
وليعلموا أن الوجع لا يوصف، ويفوق كل تصوّر. قد لا تحدث المعجزة، وقد لا تقودنا آمالنا إلى حلٍ قريب. ويبقى الأمل. والله معنا في كل مصير...
وفيما نحن نجوع، ونيأس من مصيرنا الجماعي التاريخي، نتذكّر ونردّد هذه الكلمات مع جبران خليل جبران...
"لو تمكنتَ من رؤية قلوب البشر، لرأيتَ في كل قلبٍ قصة وجع. فلنرحم بعضنا بعضاً، فالله يرحمنا".

الآراء الواردة في هذه الصفحة لا تعبّر بالضرورة عن رأي جريدة الأنباء التي لا تتحمل مسؤولية ما تتضمنه