Advertise here

ترامب يصعّد ضد المهاجرين: حكومته مغلقة بسبب 5.7 مليار دولار.. واستحضار لحكمة كينغ!

20 كانون الثاني 2019 14:09:50


اقترب الإغلاق الجزئي لمؤسسات الحكومة الأميركيّة من أن يبلغ الشهر، إذ بدأ في 22 كانون الأول 2018، بسبب خلاف بين الكونغرس والرئيس دونالد ترامب حول تمويل الجدار الحدودي مع المكسيك، والذي يهدف إلى وقف تدفق المهاجرين للولايات المتحدة.
ومع هذا الإغلاق، توقفت خدمات كثيرة تقدمها الوكالات الفيدرالية باستثناء خدمات الطوارئ، ولم يحصل موظفون أميركيون على مستحقاتهم مؤخرًا، فلجأوا إلى المشاركة بحملات إلكترونيّة، طالبوا فيها بمنحهم قروضًا وتبرعات. 
ومع إصرار ترامب على إقامة الجدار الفاصل، وتعليقه عمل الحكومة ولو بشكل جزئي، تحدّث موقع "progressive" عن رؤية الزعيم الأميركي من أصول إفريقية، والناشط السياسي الإنساني مارتن لوثر كينغ، بما يخصّ فعالية إقامة الجدران لفصل البشر، إذ بدأ البعض يتذكّره من أجل رفض إقامة الجدار. 
وذكّر الموقع بخطابين شهيرين ألقاهما كينغ في أيلول 1964 أمام الجماهير على جانبي أحد الجدران الأكثر شهرة بالتاريخ والذي يعدّ رمزًا للحرب الباردة وهو جدار برلين.
 وكان ذلك الجدار قد شُيّد قبل ثلاث سنوات فقط من خطابي كينغ، وبلغت كلفة الجدار التقديرية 25 مليون دولار، أي ما يساوي أكثر من 200 مليون دولار اليوم، وتمثّل الهدف منه بفصل مواطني برلين الشرقية والغربية، وحصار الفجوة الأيديولوجية بين دولة شيوعية في الشرق ودولة ديمقراطية في الغرب.
وفي التفاصيل التي ذكرها الموقع، فقد حضر كينغ بدعوة من عمدة برلين الغربية ويلي براندت لمخاطبة أهالي المدينة في المهرجان الثقافي السنوي الرابع عشر، وبالفعل تحدّث كينغ إلى حوالي 20 ألف من سكان برلين الغربيين في مدرج والدبوهن. وأثناء وجوده هناك، تلقى كينغ خبرًا مفاده أنّ رجلاً من ألمانيا الشرقية أصيب برصاصات عدّة أثناء محاولته الهرب إلى الغرب، فطلب كينغ أن يزور الجدار، فسُمح له بالعبور عبر نقطة تفتيش "شارلي" ببطاقة ائتمان فقط لتحديد هويته.  ولدى وصوله شرع كينغ في إلقاء الخطاب نفسه أمام جمهور من حوالي 2000 شخص من أهالي برلين الشرقية في إحدى الكنائس. وقال: "لا يمكن لأي حاجز من صنع الإنسان أن يمحو" حقيقة أن "أبناء الله" يقيمون في كلا الجانبين. لا يوجد شرق ولا غرب ولا شمال  ولا جنوب، بل علاقة حب عظيمة واحدة في جميع أنحاء العالم". وأضاف: "في كل مكان تحدث فيه المصالحة، فإن الرجال يكسرون جدران العداء الذي يفصلهم عن إخوانهم".
وتابع الموقع أنّ كينغ خاطب سكان برلين الشرقية حول استراتيجيات وتكتيكات حركة الحقوق المدنية اللاعنفية، وتحدّث عن النضال من أجل حرية ذوي البشرة السمراء، وقد أثّر كلامه بتعاطف سكان برلين الشرقيين واحترامهم للكرامة الإنسانية.
 وسأل الموقع عمّا كان سيفكّر به كينغ لو كان حاضرًا اليوم وعلم بخطة دونالد ترامب لإنفاق 5.7 مليار دولار من أجل بناء جدار حدودي؟ ثمّ ردّ بالقول: "على الأرجح سيسلّم الرسالة نفسها التي سلمها لأولئك الذين يعيشون على جانبي جدار برلين". فإذا ما نجح ترامب بتشييده، سيجري الحديث عن إهانة الكرامة الإنسانيّة وعدم احترام القيم الوطنية والخروج عن مبادئ الديمقراطية والأسس الإنسانية  المشتركة. 
وختم الموقع بالإشارة الى أنّ إطلاق النار الذي دفع كينغ إلى طلب زيارة الجدار جاء من إحساسه بالتعاطف، وهو أمر يحتاجه الأميركيون اليوم في ضوء الاعتقالات الجماعية، وفصل العائلات ووفاة بعض المهاجرين، بسبب التفرقة التي أحدثتها سياسات إدارة ترامب.

(ترجمة: جاد شاهين)